جلال محمد يكتب:
داعشية الحوثي وعنفوان الجنوب
كداعش وربما أبشع، تتبنى جماعة الحوثي الإرهابية أفكاراً غريبة حد الضحك عند سماعها، ولكن هل ينبغي لنا الضحك أو البكاء جراء انتشار تلك الأفكار بين أوساط المراهقين والجهلة، كانتشار النار في الهشيم؟! والاكتفاء بالتفرج على ما يحدث من كذب وتدليس وتجريف للعقول التي يفترض أن تكون ثروة الوطن مستقبلاً؟!
في جلسة شبابية تمنيت لم أكن فيها، يوم أمس، شاركنا فيها أحد المراهقين الذين مسخ الحوثي عقولهم، وتحجرت أدمغتهم جراء الكذب والزيف الذي أشبعتهم به ملازم صريع الجماعة الحوثية، ما لفت انتباهي بشدة هو الدفاع الشرس عن إيران، والمدح لها، ولا أبالغ إن قلت لم أسمع منه كلمة عن اليمن، وهذا أمر طبيعي، فما يتلقونه في دورات المسخ الثقافي والتوعية الأيديولوجية لا يخرج عن إطار مدح الممول الإيراني، وتصوير إيران وملاليها كواحدة من أعظم الدول وأفضل الحكام، جاء ولعله مرسل لمعرفة توجهات العامة بشأن ما يثار حول إيران، قال صديقي أتمنى لو تمحو أمريكا إيران، فاستشاط الغر الحوثي الصغير غضباً وبدأ يتساءل: لمَ كل هذا الحقد على إيران؟!
هل رأيتم طيارتها تقصفنا، وصواريخها تعتدي علينا، فأضاف صديقي "ولو تكمل إسرائيل الجمالة وتمسح حزب الله"، فما كان من هذا الجرو إلا أن بدأ بكيل الشتائم لنا أجمعين، وفي زلة لسان أفصحت عن حقيقة طالما أنكرتها الجماعة قال "ما بتستحوا تقولوا هكذا، بارك الله في حزب الله بيرسل مدربين يساعدونا ويدوا رؤوسهم معنا في الجبهات".
لا يعرف هذا الصغير والكثير من أمثاله المغرر بهم أن حزب اللات ومعممي إيران لم يأتوا خدمة لليمن أو مساندة لتطلعات الشعب، بل جاءوا لمساندة مشروع سلالي، يعمل على تنفيذ أجندة الإيراني وعميله اللبناني بأن تكون اليمن خنجراً في خاصرة الخليج العربي، وتلبية لنزعة الحقد الخمينية.
لم يتعظ الكثير من المغرر بهم مما جرى ويجري، ولم يفهموا بعد أن مقاول الموت وسمسار الدمار عبدالملك الحوثي وجماعته يوردونهم للمهالك، فيما أقرانهم من يافعي وشباب السلالة في مدارسهم أو في مواقع قيادية وفي أسوأ الظروف مشرفون ينخرون مؤسسات الدولة ويسرقون المساعدات.
لم تتعلم القبيلة اليمنية في الشمال اليمني من الواقع الظاهر للعيان، والواضح وضوح الشمس بأنهم مجرد وقود لحروب الحوثي، لم تتعلم قبائل الشمال من دروس المقاومة الجنوبية التي انضوى تحت لوائها القبيلي والبدوي والمتعلم والعامي ليطردوا الحوثي وأحلامه المريضة، وهذا يعود لعدة فوارق جلية، فالجنوب بقبائله وبدوه وحضره يتوقون للحياة الكريمة والحرية والعدالة، بينما لا تزال أقصى أماني القبيلة الشمالية الفوز بطقم منهوب ورشاش معطوب ولو ذهب في سبيل ذلك جيل كامل كضحية للفكر المنحرف الذي تلقنهم إياه الجماعة الحوثية، ففي سبيل فيدهم شبعت الضباع والوحوش من جثث قتلاهم في قعطبة والضالع، وامتلأت مزارع الساحل الغربي بجيفهم، ولهذا الجشع والغباء يستخدمهم الحوثي وقوداً لحربه العبثية ليبقى هو، بينما يستخدم الجنوبيون جثث الحوثيين جسراً للعبور نحو المستقبل ليبقى اليمن.
-المصدر "نيوز يمن"