جلال محمد يكتب:
ما هو الدور المنوط بسلطنة عمان؟
تلعب سلطنة عمان دوراً غامضاً في تعاملها مع الملف اليمني، فبرغم تأكيدها على الاعتراف بالحكومة الشرعية ووحدة اليمن وسيادته الوطنية الفعلية، تجدها في الوقت نفسه تحتضن جماعة الحوثي التي هي في عداء تام ورفض مطلق لتلك المبادئ والثوابت التي تعترف بها السلطنة تجاه اليمن، بل إن مسقط لم تكتف بازدواجية التعامل المريب فقط، ولذا تجدها تتعامل بشيء من الانحياز الواضح للسياسات الإيرانية ومخططها الخبيث في بلادنا.
من الحقائق التي لا بد أن ندركها بأن مسقط لا تلعب هكذا دورا، وهي المعروفة بانغلاقها وحيادها سواءً كان سلبيا أو إيجابيا، لا يمكن أن تلعب هذا الدور دون ضوء أخضر أمريكي، فالأمريكان يتحدثون دائما عن تواصل مع الحوثيين عبر القنوات الخلفية، ويقصدون بتلك القنوات العُمانيين، الذين أداروا بكفاءة في السابق ملف التفاوض والتفاهمات السرية بين طهران وواشنطن وصولا للاتفاق النووي، ولعلها اليوم ترعى نفس التفاهمات السرية أيضاً بين الحوثيين والأمريكان، وما زيارة الوفد العُماني لصنعاء مؤخراً إلا دليل واضح على الدور المناط بمسقط (دور توفيقي) حتى وإن كان على حساب شعبنا ووطننا وهويتنا الوطنية والقومية، من خلال زرع وتثبيت وجود هذه الجماعة الحوثية الفاشية، والتي لم يحدث في تاريخها أن بادلت دعوات السلام بالسلام، ولم تقبل يوماً بالتعايش مع الآخر.
لا تكترث مسقط لما سوف تؤسس له من خلال تحركاتها، واحتضانها للحوثيين، بل وتعاملها كقاعدة متقدمة للدعم اللوجستي للجماعة الحوثية، بناءً على التفاهمات العُمانية - الإيرانية، وأيضاً نتيجة مخاوفها الجيوسياسية من اليمن، والتي ترى أن دعمها ووقوفها خلف الحوثيين وابقاءهم أقوياء سينهي مخاوفها غير المبررة أصلاً.
ولا أدري إن كانت مسقط تعرف معنى أن تسعى لخدمة جماعة فاشية كالحوثية، وتصويرهم كجماعة ترغب بالسلام، بينما الواقع أثبت عكس ذلك، ففي اللحظة التي كان وفدها يشرب قهوته في صنعاء، كانت الأرض اليمنية الطاهرة ترتوي بدماء عشرات الضحايا الأبرياء الذين قضوا في القصف الإرهابي الحوثي على محطة وقود في مارب.
إن اليمن وشعبها، شعب كريم وصادق، لم يكن يوماً مصدر شر لجيرانه، ولم يشكل أبداً تهديدا وجودياً عليهم، حتى جاءت هذه الجماعة الحوثية المارقة وحولت اليمن إلى مستنقع صراع وساحة للحروب بالوكالة، ومع زوالها سيتحقق الأمن لليمن ولجيرانه، وليس العكس، وعلى مسقط أن تفهم أنها وإن كانت في وفاق (سياسي ومذهبي) مع طهران حالياً، فإن الحياة دول، والدول تتغير وفقاً لمصالحها، وفي اللحظة التي تختلف فيها مع طهران، سيعلن الحوثي من صنعاء أن مسقط محور شر، وعميلة واجب قتالها، فلا تتوقع أنه سيرسل لها طائرات الدعم والاخلاء الطبي، ولن يستضيف قيادتها، بل سيرسل مسيرات الموت ومفخخاته، فهو بأمر الخمينية يمضي ووفق أهداف ومصالح طهران يعمل، ولا علاقة له باليمن واليمنيين.
-----------------------------------------
المصدر| نيوز يمن