يوسف الحزيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):
ها هي حضرموت الجنوب ترسم خارطة الإستقلال !
رغم كل التحديات التي تواجه مشروع الإستقلال إلا أن حضرموت تستعد لإحتضان أبناء الجنوب في الأسبوع القادم لإنعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية للمجلس الإنتقالي الجنوبي في مدينة المكلا"؛ حيث أن حضرموت تعتبر العمق الإستراتيجي للجنوب" فهي قلب الجنوب وحضارته التاريخية،
حضرموت التي باتت الهدف الرئيسي لتوغل أعداء الجنوب فيها وعلى صحاريها المبلولة بثروات عدة أهمها آبار النفظ والأماكن التاريخية المهمة بها، اليوم تخرج عن صمتها وتستعد لإحتضان ابناء الجنوب في الأسبوع المقبل بإذن الله،
هذه هي حضرموت الحضارة والتاريخ، والمجد والخلود، حضرموت الجنوب التي إذا هبت خرجت كالسيل الجارف" صف واحدٌ متراصٌ متماسكٌ، مثل الجدار القويّ الذي لا تخترقه السهام، ومنذ الأزل وحضرموت متوحدة خلف قادتِها وشعبها الثائر ولن تنحني لأي صوت غير صوت الحرية والإستقلال ، ما أصابها سوءٌ ولا مكروه عن أهداف شعبها الجنوبي العظيم ، فوحدة صفها هي سر قوتها تماماً مثل الجبل الراسخ الذي لا تزعزعه الرياح.
إن الوطن مثل قلادة اللؤلؤ، قيمتها في تماسُكِها وبقائها مرصوفة واحدة جنب الأخرى، فإذا انفرط العقد ذهب بهاؤه، وفقدت جواهره قيمتها بعد انفرادها، وهو مثل حزمة السهام، لا قيمة لها إلّا في اجتماعها، وكم تخسر الأوطان حين تهبُّ عليها رياح الفرقة والفتن، وتتحول قلوب أبنائها عن الولاءِ لها، فيغدو الوطن مثل السفينة التائهة في عمق البحار، بعد أن خذلها ربانها، فحضرموت يصعب تحاوز اهداف شعبها المنشودة في سبيل التحرير والإستقلال واستعادة الدولة الحنوبية، فهي دائما روح التفاؤل وبصمة أمل لدولتنا الجنوبية القادمة، حضرموت برجالها وقادتها هي الدرع الوافي للجنوب ومستقبله" فهي اليوم بكل حفاوة وجدية تستعد لإحتضان أبناء الجنوب من مختلف المحافظات الجنوبية لأجل الإطلاع على خارطة مشروع الإستقلال والعمل سويا بروح واحدة تحت راية الجنوب حتى يتم استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة"
فكم نحن بحتاجة إلى تلك النفحات القوية التي تشحذ العزائم وتذكي نار المجد، وتجعل عيون أبناءِ الوطن عيون صقورٍ مفتوحة على سمائه، لا تسمح للغربان بالنعيقِ في سمائه الصافية المعمورة بنسيج الجنوب وتاريخه وتضحياته التي رسمها شعب الجنوب منذ عام الوحدة المشؤومة إلى اليوم .