مروان السياري يكتب:

انواع المسؤول المنحرف في بلادي

شعرت بالحيرة عندما بادرني أحد الأصدقاء بالسؤال: ماذا كان شعورك أثناء تأدية المسؤولين اليمين الدستوري أمام الرئيس وأنت فى هذه البقعة المظلمة من هذا الوطن ؟. فقد كان السؤال سببا في الحيرة لدي حقا… لأن الوطن ليس فيه بقعه تشع بالنور اصلا وذلك بفضل وزارة الكهرباء وليس فيه ركن يؤينا من لفحات الفقر بفضل وزارة الاقتصاد وإدارة الموارد وليس فيه وليس فيه الخ…….؟؟؟ لذلك ترددت بين أن أقول له الإجابة الجاهزة والمخزنة في جوفي والتى تعودت أن اسمعها من الكثير من منتسبي المجالس المحلية واصحاب الذمم المتسعة رقعتها و ابواق الإعلام المتناثرة للتلميع
وقول الباطل وشهادات الزور، والتي سمعناها تتكرر لعشرات السنين على ألسنة الساقطين شرعا في قول الحقيقة من أصحاب الولاءات والانتماءات والتي ضللتنا في أن رحلة القسم كانت رائعة و كانت مليئة بعبق الإيمان وسحره وأن اليمين المغلظة قد تمت فى هدوء وسكينة وقد جرت فى جو روحانى شفيف تتخاطفه أنوار عدسات الكاميرات كما يجري عادة في بلادي .. وبين أن أخبره بالحقيقة المرة، والتي لايستطيع ضميري أن يخفيها لذا فكرت أن أخبره لكي يستريح ضميري من عناء الكتمان طوال مراحل تلك الحكومات المتتالية والتي شاهدنا فيها الكثير من جحافل الوزراء والمسؤولين القادمين من أماكن لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى > والذين كانوا يتساقطون ليفتحوا لهم طريقاً على حساب أرزاق المواطنين دون رحمة ؟.. وأن الحفاظ على الحياة كان هو الهدف الأسمى لى ولغيرى وأننا كنا ندعو الله ألا نسقط تحت أطماعهم وتزاحمهم وهم يتنافسوا على ذلك المنصب اللعين . فكرت فى هذا كله ثم قلت لصديقي > الحمد لله. لقد خفت أن لاأخبرك بصدق عن شعوري الحقيقي والذي كان بين الفزع والحسرة.. الفزع من إخواننا الذين يؤدون الايمان المغلظة بطريقة إجرائية وكأنهم يستوفون استمارة توظيف بصرف النظر عن مضمونها.. والحسرة على حالنا وقد فقدت شعوبنا الأمل فى أن تكون لهم دولة محترمة يسودها العدل والامان.

المهم انني احمد الله ياصديقي انك تفهمت الموقف وفهمت بعد أن سمعت أن لدينا نوعين من المسؤولين .. نوع طبيعى في الانحراف والنهب ولا يجعلك تشعر بذلك و نوع خارج عن المألوف يذهب بك إلى أبعد مما تتصور و الذي يتجاهلك ولا يبالي إن كنت تشعر به أم لا، وبالرغم ان النوعين قد فشلا فى جعل الحياة محتملة فى هذا الوطن إلا أنهم نجحوا في الاستمرار رغما على انفك.

ولكن يا صديقي لا تسألني بعد ذلك عن ما أنتجته هذه الأنواع الشرعية ولا شرعية من تدهور في كل شيء فأنت تعلمها كما أعلمها ويعلمها كل مخلوق يسير على تراب هذا الوطن ويعاني منها الجميع بشرا كان ام حيوانا فالجميع يعاني.
فلا داعي أن نذكرها او نتذكرها فهي حاضرة على الدوام نعيش بها بل اصبحت روتين الحياة لدينا.

ياصديقي لقد شاهدت الكثير من دول العالم والكثير من الحكومات الناجحة ولم تكن على الإسلام ولم يكن وزرائها ومسؤوليها يؤدون القسم واليمين المغلظة بعد تكليفهم بمهام الدولة بل كانوا يحتسون أقداح الخمر و في أجواء لا تحضرها الملائكة ومع ذلك لم تعاني شعوبهم بمثل ما نعاني نحن وكانوا يغادرون مناصبهم لأبسط الأخطاء يغادرون بمنتهى الادب ولايعودون اليها او لغيرها تحت اي مسمى وليس كما يحدث في بلادنا من كوارث وحروب وصراعات وكأن الله قد ورثهم تلك المناصب بمجرد أن يتم التعيين.