د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
اليمن وسنغافورة بين جني سليمان ومارد العصر !!
سنغافورة كانت جزيرة يسكنها البعوض مساحتها 700 كيلو متر مربع .. منحتها بريطانيا الاستقلال وهي بائسة ..لا ثروة ولا موارد ولا زراعة ولا ثروات طبيعية وعندما حاولت الانضمام إلى ماليزيا رفضتها ..ومن هذا الحطام خرج المارد السنغافوري ونهض ولم يستسلم فلا ارث ولا تاريخ ولا ماضي واختارت المستقبل ..
واليمن وما أدراك ما اليمن الذي كان سعيدا .. صاحب الإرث الحضاري العريق الذي لم يبق منه إلا الأطلال والتغني بالأمجاد والأساطير والبكاء على النقوش والنعوش وقصص جني سليمان الذي حمل عرش بلقيس في طرفة عين إلى القدس.. لا مجال للمقارنة اليوم بين اليمن و سنغافورة..وان فعلنا فهي كالأحلام التي تروى والأساطير التي تحكى!!
ومع ذلك كله نقول :
إلى أصحاب التيارات السياسة في اليمن بغض النظر عن ألوانها وأشخاصها وطوائفها وأحزابها أين انتم من حليمة يعقوب ؟
وماذا تساوي مبادئكم الجوفاء وعمائمكم ومناصبكم وبدلاتكم الفاخرة والنجوم اللامعة على أكتافكم أمام حجابها ؟
السيدة " حليمة يعقوب " رئيسة سنغافورة ! حليمة يعقوب ذات الأصول العربية أصبحت رئيسة وزراء سنغافورة بالتزكية بعد خلو ساحة الانتخابات من المنافسين لتكون بذلك أول امرأة ترأس النمر الآسيوي الواعد!!.
حليمة يعقوب، المتزوجة من العربي الحضرمي أحمد عبدالله الحبشي، البالغة من ،
العمر 62عاما أصبحت سنغافورة في عهدها تتربع على :
300 مليار دولار في العام ناتج قومي
6 مليون نسمة
أقوى جواز سفر في العالم
85 ألف دولار دخل الفرد سنويا
أفضل مطار في العالم
امرأة مسلمة متزوجة عاشت وزوجها بغرفة واحده بداية تخرجهما من بعد استلامها لمنصبها اجتمعت بالحكومة وقالت : أنا اسمي حليمة يعقوب
أخشى الله وأخافه،
من يريد أن يعمل معي لصالح الشعب السنغافوري
فأنا أخته بالله
همي رفع مستوى المعيشة لمواطني سنغافورة ولا يعنيني غيرها.
إنجازاتها :
زيادة دخل سنغافورة ب 2تريليون دولار.
ارتفع دخل المواطن السنغافوري إلى 85الف دولار.
أصبح جواز السفر السنغافوري أغلى جواز سفر بالعالم. أصبحت نسبة البطالة 1بالمائة.
أنجزت ما يقارب من عشرة آلاف مشروع عملاق.
أصبحت نسبة الفساد بسنغافورة صفر.
شطبت جميع الضرائب على المنتجات السنغافورية.
زيادة الدخل القومي بنسبة 5تريلون دولار فائض.
وللعلم يوميا تصلي الفجر مع عدد من موظفاتها في مسجد عام في العاصمة وبعد الصلاة تستمع لمشاكل مواطنيها
و في اليمن حكومتان واحدة "شرعية " !!؟؟
والأخرى انقلابية ...الأولى خارج البلاد والثانية في صنعاء !!
والحرب بينهما مشتعلة والضحية هو الشعب .
وكلاهما تسرقان المليارات من موارد ومساعدات اليمن من نقد ونفط وخلافه والشعب يتضور جوعا وتقتله الأوبئة وتفتك به الأمراض ولا يجد الدواء والعلاج والمئات يحتضرون و يموتون في العراء وعلى الأرصفة والطرقات والسارقون ينهبون وكمثال على ذلك :
"9 مليار ريال يمني تم اختلاسها خلال 25 يوما في الفترة من 4/11/2018م إلى 29/11/2018م ومن مرفق واحد فقط ألا وهو البنك المركزي اليمني في عدن ..تخيلوا حجم النهب من ما يتم اختلاسه من باقي المرافق كالوزارات والسفارات والموانئ البرية والبحرية والجوية وشركات النفط الخ ..."!!
اختلاس المال العام جناية في جميع صوره، وهو أشد حرمة من أخذ المال الخاص؛ لأن الاختلاس اعتداء على حقوق المجتمع – كله – وأخذ المال الخاص اعتداء على حق فرد واحد، والمال الخاص له من يحميه، أما المال العام فحمايته مسؤولية المجتمع كله، وبناء على ذلك فعقوبة المختلس تتمثل في استعادة المال من المختلس ما أمكنه، وتعزير المختلس بما يراه الحاكم مناسبًا لما وقع منه، وذلك حسب اجتهاد ولي الأمر في ذلك، فيفعله إذا رأى المصلحة فيه، ويتركه إذا رأى المصلحة في تركه، ولا تخرج عما أمر الله به، ونهى عنه.
ولكن المشكلة الكبرى عندما يكون حاميها حراميها ومن يحاسب من ؟؟!!
من يحمي المال العام من السرقة؟؟
وحالنا اليوم ينطبق عليه المثل القائل " يا ويل البر من شارحه "!!
وأين نحن من أسلافنا أيام مجد الإسلام ..؟ أين نحن من عروة ن محمد؟
لما دخل عروة بن محمد " اليمن " واليا عليها قال : يا أهل اليمن هذه راحلتي فان خرجت بأكثر منها فأنا سارق !!!.
إن ضعف القيم الإيمانية، والأخلاقية، والجهل بفقه حرمة المال العام، والتقصير في حمايته، من الأسباب الرئيسة المؤدية إلى الاعتداء على المال العام، وحين يتجرد هؤلاء من إنسانيتهم، وينخلعوا من وطنيتهم، فلا تسل – بعد ذلك – عن سرقة الأموال الطائلة، ونهب المرافق العامة، والاعتداء على الأراضي الشاسعة
وأقول لهؤلاء اللصوص : ماذا تخسرون إن تبتم إلى الله ؟!
ماذا لو تركتم بصمات عزة نفس وعفة وشرف وكففتم أيديكم عن اختلاس المال العام في الظلام ؟ انه مال الأيتام والأرامل والفقراء والبؤساء والمشردين من ديارهم ..الذين لا يجدون اللقمة والرداء الذي يسترهم .. بينما أنتم أيها اللصوص تكادون أن تموتوا من التخمة والمرض !!
فهل ستراجعون أنفسكم وتعودون إلى جادة الصواب ؟؟!!
ولكن هيهات فلا حياة لمن تنادي فمن افتقد القيم والمبادئ لن يغير نفسه التي جبلت على السحت والمال الحرام ؟؟ !!
وحالنا اليوم في هذه الحرب الظالمة التي يديرها ديناصورات الأحزاب في اليمن من الإصلاح الاخوانجي وصنائعه من القاعدة والدواعش ومن لف لفهم من المرتزقة وبقايا المؤتمر ومن يلتقط الفتات من على موائدهم ممن يدعون الوطنية كل هؤلاء ومعهم في الجانب الآخر السلاليون الذين يريدون استعباد اليمن ورجاله لتنفيذ مخططات دهاقنة الفرس ..كل هؤلاء شركاء في الجرم والجريمة ودورهم مرسوم
وعندما ابتلي الوطن بالحرب نادوا الفقراء ليدافعوا عنه ، ولكن :عندما تنتهي الحرب سينادون الأغنياء ليتقاسموا معهم الغنائم !!
.. في وطني تمتلئ صدور الأبطال بالرصاص ، وتمتلئ بطون الخونة بالأموال ، في وطني يموت من لا يستحق الموت على يد من لا يستحق الحياة ..الفقراء هم ضحايا كل الحروب وفي النهاية يدفنون في الظلام ولا يعرف قبورهم أحد
بينما يكرم اللصوص والجبناء وتمنح لهم الأوسمة والنياشين والترقيات والأموال لك الله يا وطني !!
د. علوي عمر بن فريد