حكاية من سفارة اليمن في الأردن
اللهم هيئ لابن دغر وحكومته من أمرهم رشدا
ذهبت يوما إلى سفارتنا في عَمّان-الأردن، لتجديد جواز سفر شقيقتي إلا أنني صُدمت عندما تم إعلامي بأن قيمة الجواز بـ 100$ أمريكي. وأن الذي أقرّ ذلك هو رئيس مصلحة الجوازات.
عجباً لأمر هؤلاء المسؤولين أهم يمنيون حقاً؟ أيعقلون ما يقرّون من قرارات؟ أم أنهم جاءوا من أحد كهوف مرّان لا يعلمون بأن البلاد في حصار وحرب داخلية وإقليمية و وضع اقتصادي يعد الأسوأ في تاريخه والناس لم تتسلم رواتبها لأكثر من ستة أشهر؛ وعليه فبدلاً من التخفيف على المواطن بقدر الإمكان سواءً في الداخل أو الخارج؛ زادوا من قهره وظلمه وتعذيبه.
قالوا وقولهم حق أن الذي يده في الماء ليس كمثل الذي يده في النار. وأنتم يا مقرري المآسي والكوارث لهذا الشعب، أياديكم في ماء من ذهب،ٍ لذا تحسبون أننا مثلكم .
يا هؤلاء يا من يُطلق عليكم مسؤولين عن شؤوننا اسمعوا واعلموا أنكم مسؤولون عن قرارات يتضح منها أنكم مغيبون تماماّ عن معاناة المواطن اليمني في الداخل والخارج، وقرارات تفضحكم بأنكم لا علاقة لكم بهذا المواطن، وقرارات يتبين منها أنها لا تختلف عن سلب أموال المواطن تحت مسمى دعم المجهود الحربي ودعم يوم الغدير وغيرها.
أأتسميتكم بالحكومة الشرعية جاء من أن ذبحكم للمواطن "حلال"؟
يا هؤلاء يبدو أنكم تعتقدون بأن كل مواطن يمني خارج البلاد لديه الشركات والمصانع تدر عليه الأرباح الطائلة ولذا فإن ال 100$ قطرة من بحر.
يا هؤلاء سأخبركم عن حالي وغيري مثلي وأسوأ: أنا الدكتورة لبنى حسين صالح المسيبلي أستاذ الاقتصاد المشارك في جامعة صنعاء ترقيت إلى أستاذ مشارك منذ 15/3/ 2015 وإلى اليوم لم يتم تسوية وضعي المالي بسبب فشلكم وعجزكم المالي والسياسي والاقتصادي والعسكري والأمني والإنساني والإداري .
يا هؤلاء أنا منذ يناير 2016 وحتى هذه اللحظة لم أسدد إيجار شقتي المغلقة في صنعاء وغفر الله لمالكها اللواء علي بن علي الجائفي الذي كان يوصي أبناءه بأن لا يضيقوا على المستأجرين بدفع الإيجار لوضع البلد وأسأل الله بأن يرأف به كما رأف لحالنا وأن يوسع له قبره، جزاء عدم تضييقه علينا، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويجزي أبناءه كل خير. آمين.
يا هؤلاء الرجل الذي استأجرت منه في عمّان وما زلت توفي في ديسمبر 2016 ، وأنا مدينة له بالإيجار منذ سبتمبر 2016 ، وبفواتير الكهرباء والماء ، ومازال الدين يتراكم نسأل الله له أن يجعل صبره معي في ميزان حسناته وكذلك صبر ورثته جزاهم الله خيرا. وأنا لم أسدد الدين لأن مصدر دخلي الوحيد هو راتبي من جامعة صنعاء والذي لم استلمه كبقية زملائي وغيرهم.
المواطن اليمني رأف وقدر وضع المواطن اليمني مثله، ووصل الحال إلى أن المواطن العربي قد قدر حال المواطن اليمني كذلك، وحكومتنا تريد اللبن من الشاة النافقة ، دون شفقة أو رحمة وذلك بعد أن جف لبن بقرتها.
يا هؤلاء، إن السعر العادل لتجديد جواز السفر 30 دولار أمريكي. وماعداه فإنه جباية لا تختلف عن جباية السيد للاحتفال بيوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
اللهم ولي علينا أخيارنا واصرف عنا شر خلقك وتولنا برحمتك.