سعيد عبدالله يكتب:

تركيا الإيرانية يا هادي

كلمة هادي في شرم الشيخ، كالعادة، حملت على التدخل الإيراني في شؤون اليمن ودول المنطقة وطالب بالتصدي له، الكلمة خرجت من مكتبه ومحيطه الإخواني في الرئاسة.

هذا المحيط الذي يستولي على الشرعية وهادي، ليست لديه مشكلة مع التدخل التركي في شؤون المنطقة العربية برمتها ومنها اليمن.

الرئيس التركي لا يقل وقاحة وهو يتحدث عن الدول العربية من مصر للسعودية لسوريا، وكأن دولة خلافته قد قامت، وهذه الدول مجرد ولايات في دولته.

لدى إيران مشروع توسعي في المنطقة العربية لإقامة دولة الإمامة.

ولدى تركيا مشروع توسعي مماثل لاستعادة ما يعتبره حكام أنقرة ولايات العهد العثماني عهد الخلافة بصيغة محدثة وعلمانية.

تدخل الإيرانيون بالجماعات الإسلامية الشيعية في الدول العربية.
وتدخل الأتراك بالجماعات الإسلامية السنية وفي ذات الدول.

وبالأمس أفصح حاكم تركيا عن موقف عدائي شديد العدائية ضد مصر والسعودية، وهو ذات الموقف الإيراني من تلك الدول مضافاً إليها الإمارات.

ما الفرق بين الدورين التوسعيين العدائيين في المنطقة العربية.

الفرق عند الشرعية الإخوانية هو الولاء للمشروع التركي في البلاد العربية، وهذا الولاء هو الذي يجعل الأحقية في السيطرة على اليمن شمالاً وجنوباً من حق تركيا وليس من حق إيران.

أما عند عبدالملك وجماعته فالصورة واضحة والولاء محسوم.

لن يستطيع هادي أن يتحدث في أي خطاب عن رفض الدور الإيراني والتركي معاً، لن يتفوه بكلمة تجمع الدورين في سلة واحدة وتقول لهما معاً لا لتدخلكم في اليمن والمنطقة العربية.

هذا الشرح المبسط نقدمه لمن لا يزال غير مستوعب ما الذي يحدث وهل هذه الشرعية ورئيسها حليف للدول العربية التي تواجه خطر المشروعين الإيراني والتركي أم هو عدو يرفض التدخل الإيراني ويقبل التدخل التركي مثله مثل الحوثي الذي يقبل التدخل الإيراني ويرفض التدخل التركي.