د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
وتلك الأمثال !!
قال تعالى :وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ –العنكبوت الآية 431--- برلمانية مغربية:
في مداخلة لعضوه في البرلمان المغربي التي يظهر من لغة خطابها أنها أكاديمية رفيعة واسعة العلم والثقافة ترافعت كأنها تشخص الواقع العربي عامة والمغربي خاصة لخصته في عبارات مزلزلة وكلمات رائعة تقول :
كان ياما كان في هذا الحين والأوان وتشهد قبة البرلمان مهازل ومآسي، وكلنا نعلم نتألم ونقاسي ..السخافة عندنا ثقافة ..والثقافة سخافة ..إبداعاتنا غريبة تحدياتنا رهيبة الثقافة عندنا فرجة في حاويات لنقل السلع والبضائع بدون لغة ولا هوية ولا عنوان تماما كمصائر شبابنا الضائع وتحدياتنا !!
أما التحديات سيدي الوزير تحدي تعدي تعري ..مهرجان أول للرقص الشرقي في حكومة يقودها تيار روحاني !!
سيدي الوزير أيها الصبح المتثائب ..أين اشراقاتكم ؟ أين ابراقاتكم ؟
أيا صبح أين أنتم ؟ أين هم ؟ أين نحن ؟أين الانجاز الراسخ ؟ أين الإبداع الشامخ ؟ أين أقلامنا إنها الهمم إنها القمم.. أين إعلامنا ؟
سيدي الوزير رجاء أغيثونا ..رجاء أفيدونا أغيثوا هذه الثقافة ..إنها تحتضر ولكم سيدي واسع النظر !!
وما ينطبق عليه الحال في المغرب فهو يطابق الواقع العربي الحالي
فبالرغم من الانتفاضات التي حدثت ولا تزال تحدث في الوطن العربي،فهي لم تغير من أمر السياسة العربية في أي شيء،وقد يقول قائل بأن هذا الحكم سابق لأوانه،غير أن البوادر الحالية تنبأ باستمرار النشاط السياسي العربي على حاله،تلفه ضبابية الطائفية الهمجية،ويستأثر به هوس مسعور يرزح تحت الاعتبارات الذاتية الجشعة،فلا تبارح السياسة العربية لعبة مصارعة الثيران،عفوا صراع التيارات البالية،واقتسام الغنائم،واختلاق الدسائس واللوبيات للضغط على الشعب،وسلبه ما تبقى من مكاسبه المخففة عن معاناته المريرة.
وما يجري في اليمن اليوم يمكن تلخيصه فيما يلي :
حزب المؤتمر: لم يكن سوى مزهرية لعفاش لا قيمة لها، وأعضائه كالورود تباع وتشترى في الأسواق ...كان في حياته يضعها ويستبدلها كيف شاء وحين يشاء وبعد رحيله أصبحوا كالأيتام في مأدبة اللئام وتفرقوا أيدي سبأ ..وبدأوا رحلة التيه منذ رحل عفاش وتصدعت جدران المؤتمر وتنازع الورثة على التركة الضائعة قبل أن يجدوها والتي قام بنهبها عفاش من الشعب اليمني !!
حزب الإصلاح :هو كذلك مكون من إسلاميين وقبائل متأسلمة ولائها للقبيلة والهاشمية أكثر منه للحزب وهو في قراره مرتهن لقطر وأردوغان الذي لا زال يحلم بالوصاية على العرب ولا زالت تتملكه عقدة السلطنة العثمانية!!
وبقية الأحزاب كالدراجات النارية على قارعة الطريق تقف لمن يستوقفها، ويركبها من يدفع أكثر وتركت شعاراتها وأيدلوجياتها في حاويات القمامة وأصبحت قيمتها لا تساوي الحبر الذي كتبت به!!
أما هادي وبما أنه رئيس توافقي فإنه ليس لديه القدرة على اتخاذ القرار إلا بالتوافق، بين قطعان الضباع المكشرة عن أنيابها !!
واتفاقها يكاد يكون مستحيلا. لذلك نقول أن الجميع حوله كالضباع القذرة المتوحشة، فقد جعلوا من جسد الوطن جيفة تنهشها بأسنانها وأضراسها القوية فلم يبقوا منه شيئا حتى عظامه طحنوها، وجعلوا من الرئيس فريسة قادها حظها العاثر إليها!!وهذه الضباع لا تريد للحرب أن تنتهي فهي تمثل مورد دخل لا ينضب تحوله للاستثمار في تركيا لعله يقفز بها ذات يوم إلى السلطة في اليمن !!
2--- الحمار .. ووزارة الطقس
يحكى أنه كان في قديم الزمان في احد الممالك الصغيرة.. ملك يعشق الصيد فى الغابات وكان لهذا الملك وزير مختص بحالة الطقس.. فإذا ما أراد الملك أن يخرج للصيد أمر الوزير أن ينظر في أمر الطقس.. فيذهب الوزير ويضرب الرمل والودع ويقرأ مسارات النجوم ثم يعود للملك فيخبره إذا كان الطقس مناسبا للخروج أو غير ذلك.حتى جاء يوم أراد الملك أن يخرج للصيد وقرر أن يصحب معه الأميرة والملكة حتى يشاهدا براعته في الصيد.. وأمر الوزير أن يخبره عن حال الطقس.. فقال الوزير الطقس رائع ومناسب جدا يا مولاي .فخرج الملك في موكبه بصحبة الأميرة والملكة وما أن أوغلوا في قلب الغابة حتى انقلب الجو فجأة.. رياح وأعاصير وسحب وأمطار وأتربة.. وجزع موكب الملك وسقطت الأميرة والملكة في الطين والوحل.. وغضب الملك غضبا شديدا ونقم على وزير الطقس أيما نقمة .وبينما هم عائدون إذ رأى على أطراف الغابة كوخا لأحد الحطابين يخرج منه الدخان.. فطرق الباب فخرج إليه الحطاب فسأله الملك، لماذا لم تخرج لجمع الحطب ؟فأجاب الحطاب كنت أعرف أن الطقس سيكون اليوم سيئا فلم أخرج.. فاندهش الملك وقال وكيف عرفت ذلك ؟ فقال الحطاب عرفت من حماري هذا !!فقال الملك : كيف ذلك ؟
قال الحطاب: عندما أصبح أنظر إلى حماري هذا.. فإن وجدت أذناه واقفتان عرفت أن الجو سيئ.. وإن وجدت أذناه نازلتان عرفت أن الجو مناسب.فنظر الملك إلى وزيره وقال له أنت مفصول.. وأمر بصرف راتب شهرى للحطاب وأخذ منه حماره.وأصدر مرسوما بتعيين الحمار وزيرا للطقس.. ومنذ ذلك الحين صارت الحمير تتولى المناصب الرفيعة .وحالنا في اليمن اليوم جعل من جنس الحمير أن تتبوأ أعلى المناصب
وعندما لا تكون هناك قواعد منطقية ومؤهلات حقيقية للتوظيف وعندما يُعتمد في التوظيف فقط على الأهواء والواسطا ت تصبح ( الحمير ) في أعلى المناصب!!
3--- واقع اليمن اليوم !!
عندما أراد أبو العباس الجهر بالدعوة لبني العباس في عهد حكم بني أمية جمع أنصاره وطلب منهم ترشيح مكان الانطلاق ..فعرضوا عليه ثلاثة أماكن :إما الحجاز ...أو العراق ...أو الشام ...فرفضها كلها وقال :
أهل الحجاز مفتونين بحب الشيخين ( أبو بكر وعمر )وأهل العراق ما نصروا ثورة قط وتعلمون ما قال فيهم الحجاج أما الشام فقلوبهم معنا وسيوفهم مع بني أمية وهنا تعالت الأصوات ..اليمن.... اليمن ... اليمن.....،
فقال : إلا اليمن. ..فقالوا له : لماذا ؟ فقال : في اليمن فرسان العرب ورجالها... ولكنهم أسرع الناس إلى الفتنة... وأعجزهم في الخروج منها ..رحم الله أبو العباس كان عنده بعد نظر ، فلو كان اختار اليمن ، لبقي بنو العباس يتحاورون مع بني أمية في: ( جنيف والكويت والسويد حتى قيام الساعة (حتى لا يخلص الزلط على الخبره)!ّ!
د.علوي عمر بن فريد