بدر قاسم محمد يكتب لـ(اليوم الثامن):
مُقبلٌ أدبر !
لقد كسرت قواعد اللغة العربية أيها (المُقبل) علي صالح عباد و أنت تدبر يومنا هذا عن الدنيا , إن إدبار المقبل هنا يشبه إلى حد كبير (البين عن أبين ) أبينك أيها الرجل العتيد , فلا البين عن الأبين تجيزه لغتنا العربية ولا إدبار المقبل ! ..انه زمن كسر القواعد وحسب فهاهو مقبلٌ اليوم يلخصها ويدبر ..
ليس فرس امرؤ القيس هذا المُقبل المدبر في آنٍ معا ! , انه فرسٌ أبينية جنوبية أصيلة كجلمود صخر حطها الموت والجحود والنسيان من علٍ وقذف بها لتستقر جثة هامدة في سهل دلتا أبين مثواها الأخير ومنبتها الأول وميدان صهيلها وجولاتها وصولاتها القديم وهي تقارع الاستعمار البريطاني وتختط خطا نضاليا جميلا حافر بحافر زميله ورفيق دربه سالم ربيع علي ( سالمين) .. سأفترض حديثا متلفزا وداعيا معك الان أيها (المقبل المدبر) , حديث على غير العادة لا يبتدى بنبذة تعريفية عن حياتك ونضالك وكفاحك وخضرمتك .. فتاريخ ميلادك معلوم وأين نموت وترعرعت وأين درست وتفتقت .. ودربك النضالي وشهاداتك و أوسمتك كلها معلومة للناس الكل وخصوصا كبار الساسة المشاهدين ! , الساسة المشاهدين (مقبل) وهو يترنح في أيامه الأخيرة طريح المعاناة والمرض دون ان يهتز لهم جفن ودون ان تمتد منهم يد لتنقله لغرض العلاج في الخارج .. يامقبل بعد ان أفترضت القفز على كل الأسئلة والتي من بينها السؤال الأبرز عن شهادة وفاتك : - أين متُ.. ؟! وكيف متُ.. ؟!
اسمح لي بالسؤال التالي :-
هل بنتَ عن (أبين) ؟!
- مقبلٌ :- و هل للبين عن (أبين) مسافة أو مدى ؟!
إن عيون العربي لاتبتعد ولا تبين عن الوطن الأبين الأوضح أمامها ..فكيف لي أن أبينَ عن أبينٍ ماثلٍ كعين الشمس أمامي (أبين الوطن) ؟! .انتهى.
أضف : وكيف لمُقبلٍ أن يدبر ... كيف؟!
سلام لروحك المديدة سلام لرحيلك الصامت يامقبل علي صالح عباد ألف سلام.