نجيب غلاب يكتب:
الأمم المتحدة وشرعنة الانقلاب في اليمن
عندما تدخلت الأمم المتحدة في الملف اليمني بدأت لعبة توظيف اليمن في ملفات المصالح المتناقضة للدول.. وتم توظيف أطراف يمنية في سياقات الطرح الأممي، وأصبحت عصا أنتجت انقلاباً مشرعَناً بآلياتها لولا عاصفة الحزم.. وأصدرت قراراً أممياً واضحاً وعبر آلياتها تسير باتجاه تفككه وتفكك الشرعية والدولة.
من نصح بإشراف أممي للعملية السياسية وبالعقوبات كان يخطط للوصول باليمن، بوعي أو بلا وعي، إلى وضعية الصراع الشامل وحرب الكل ضد الكل.
ماذا قدمت الأمم المتحدة منذ تدخلها في الملف اليمني حتى اللحظة غير الحرب ومراكمة الأزمات وتعقيد واقع الصراع وإعاقات الحلول الجذرية والغرق في ميوعة قاتلة من السلم والشراكة، والذي نص الملحق الأمني على تفكيك مليشيا الحوثية وحق الدولة في امتلاك أدوات القسر، ووصلنا إلى ملشنة مؤسسات الدولة.
وقرار مجلس الأمن الذي كان صارماً في تفكيك المليشيا يتم تجزئته وسينتهي بشرعنة المليشيا وتفكيك الدولة وبداية فوضى شاملة.
وغريفيث وطريقته في إدارة ملفات الحل السياسي سيقود الشرعية إلى مشانق متلاحقة وستجد نفسها في نهاية الأمر تتحرك في متاهات بلا مخرج.
كان اتفاق استوكهولم فخاً ظاهره الرحمة وفي باطنه تفكيك لقرار مجلس الامن.
وتسعى الحوثية لتفكيك اتفاق الحديدة لتفكيك القرار الأممي 2216.
لذلك الشرعية تحتاج نقلات جذرية لننجو.
وهناك أطراف حوثية تقول بإمكانية عزل الحوثية عن إيران، وانطلت اللعبة على يمنيين أذكياء واقتنع بعضهم بإمكانية تأهيل الحوثية.
بريطانيا قد ابتلعت نفس الطعم مؤقتاً كغيرها من الدول.
والمهم أن إمكانية شرعنة الحوثية غير ممكنة، أياً كانت الضغوط إذا تمكنت القوى اليمنية من تغيير ذهنيتها البائسة.
ولو اتخذت الأطراف اليمنية الرافضة لانقلاب الحوثية قرارا حاسما بالتعامل مع الحوثية كما يتعاملون مع داعش والقاعدة لن يتمكن أي طرف دولي أو إقليمي شرعنة الحوثية.
المصيبة أن من يشرعن للحوثية الأطراف المعادية لها.
وتكراراً للأخطاء من الحرب الأولى في صعدة حتى اللحظة واللعب بالبيضة والحجر.
فعندما تضعف الدولة تتمرد قوى هامشية وتوظيفها من الساسة ينتج نزاعا عنيفا وتتسع دائرة التمرد لاحقا ضد الدولة ويصبح الشعب ضحية وينتهي كل تمرد بأرباح لقيادات ودوائرها الضيقة على حساب الدولة ويتحولون إلى أدوات للفتنة.
الدولة القوية والضرب بيد من حديد من أجل الناس هي الحل.
وتاريخيا كلما حكمت الإمامة نلاحظ التالي:
- كل إمام بدأ بحروب تعتمد الهدم والإذلال وإفقار الناس وتجويعهم
- لم يبنوا أي معلم حضاري
- نهب المجتمع دون تقديم أي خدمات
- تجهيل المجتمع وإغراقه في حروب أهلية
- نسف أي تراكم يبنيه المجتمع والاستيلاء على الأراضي
- اعتماد القوة والقهر والسطو
في حين أن العائلات اليمنية التي لم تحكم بالولاية، قامت على العدالة والتعايش وتنمية الأخوة، وركزت على البناء والإنتاج.
أما الإمامة الهادوية كلما حكمت انتشرت الحروب والفقر والجوع وتتنامى الأحقاد بين اليمنيين وتضعف العملية الإنتاجية للمجتمع ويتم حربنة الحياة وتبلغ التناقضات ذروتها.
ومن المهم دراسة السيكولوجية والسسيولوجية للمنخرطين في الحوثية.
فمثلاً دراسة نفسية لأعضائها من النساء والتحولات النفسية التي أحدثتها، سنجد أننا أمام سعي لمسخ طبيعتها كفرد طبيعي وتدمير شخصيتها في بنية عنصرية دموية وتحويلها إلى زمبي مترسن بالكراهية والاحقاد وإدمان العزلة ورهاب من الآخر.
الحوثية كأيديولوجيا وتنظيم وخلفية تاريخية وانتظام بالخمينية إرهاب مكتمل الأركان.. إرهاب ممنهج له عدة أوجه وأقنعة وتبريرات القتل لديها تكفير مركب.
فمن يرفض ولايتها شيطان خالد في النار، ومن يعارضها خائن.
وتلتحم عقيدتها الإرهابية باللصوصية وادعاء الاصطفاء والنتيجة عنصرية سطو وخلل نفسي.
أما "الخمينية" فإنها تخطط لإرهاب دموي منتج لفوضى شاملة. دموية مشرعنة بالولاية العنصرية باسم الله وهذه الدموية تزرعها في أوساط عربية وليست الحوثية إلا عينة معملية، وما زالت في مراحل الاستزراع باتجاه إنتاج إرهاب واسع. وستكون حصيلته كارثية على اليمن ومؤثرة على الأمن القومي العربي والأمن الدولي.
فطبيعة الحكم الخميني لا يمكن فهمه بالمناهج السياسية المتعارف عليها دون استيعاب الخرافات الأصولية التي تستند عليها في سياستها الداخلية والخارجية.
تتحكم غيبيات المذهب بالوعي وأيديولوجيا تعكسها وأيضا خيالات مستقبلية أنتجه.
كهان مهووسون بمهداوية لن تتحقق ما لم ينفجر إرهاب وإرهاب مضاد.
ختاماً.. ليفهم من مع الحوثية أنها تقودهم إلى المقابر فلا أمل ولا مستقبل غير الحرب واللصوصية من أجل خرافة الولاية.
وبالأخير أحرار اليمن سيدافعون عن أنفسهم ومستقبل بلادنا وأجيالنا القادمة، وهذا يقتضي مواجهة شاملة مع الحوثية كخيار إجباري لا مفر منه.
وحجور ليست إلا بداية لانتفاضة شاملة وصارمة.