مصطفى منيغ يكتب لـ(اليوم الثامن):

الشعب فوق القانون، لا دستور ولا هم يحزنون

الجزائري لا زال على طبيعته كالمعدن الأصيل الصافي تِلْقائِياً النقيِّ طَبيعِياً متى وَقَفَ بشخصيته لَمَع ، ومهما تَقرَّب زعماء سياسة الاستغلال (داخليا أو خارجيا) لاقتنائه وَجَدوهُ لا يقبل حتى بتصريف فِعْلِ باع ، لصعوبة استئصاله من مبادئ اكتسبها أباً عن جد ولن يتزحزح عن استمرارية التمسك بها ولو واجهوه بمن يدعي تحقيق الاستلاب لامتلاكه وسائط التعامل مع فعل قَنَع.
الجزائرية ما تَغَيَّرَت إن ارتفعت كانت نخلة تحمل مذاق حلو بَلَحِها في شموخ الرأس صوب العلياء ، وإن تواضعت صَبَغَ الورد الأحمر وَجْنَتَيْها ليفوح محياها بطيب الحياء.
ذاك الجزائري ومثله الملايين كتلك الجزائرية ومنها الملايين اجتمعوا في ساحات المدن الكبرى كالصغرى دون أمر ممنوح لهم مسبقاً ، وبلا تخيُّل ما يمكن أن يحدث لهم لو تصرف ذئاب السلطة تصرف الأعمى إن دفعه استهتاره مقاتلة ُمُبْصِر، ولا مبالين بالازدحام ، غير شاعرين بالجوع والعطش ، هدفهم السامي واحد كغايتهم كمطلبهم أن يرحل "بوتفليقة" ويترك الجزائر للجزائريين رحمة بنفسه أولا ، واحتراما لشيخوخته وعجزه ثانيا ، وانتظارا لشفقة الشعب عليه عاشرا ، إنها "كلمة" إن فهمها المنتهي ولايته بعد أيام قلائل وانصرف لحال مصيره سيعطي الدليل أن عقله لازال في زاوية من زواياه محتفظا بخلايا تنبؤه عن الخطأ قبل وقوعه ، أما إن استمر على عناده وغيِّه فسيعطي الانطبا" فرنسا" أن يحميه ومَن يحركه لأمر مكشوف في قلب الجزائر ، عِلماً أن تجربة بشار الأسد والرئيس الروسي"ّبوتين" لن تتكرر إطلاقا على أرض المليون ونصف المليون شهيد.
... كل العلماء ذوي الاختصاص في الموضوع يُقِرُّون ، أن الشعب فوق القانون ، لا رئاسة ولا دستور ولا هم يحزنون ، كلمته بعد الله العليا ، وقراراته تُنَفَّذ بالحرف الواحد أحَبَّ "بوتفليقة" وزبانيته أم لسماعهم مثل الحقائق يكرهون ، الجزائريون كالجزائريات برهنوا منذ أيام آخرها "الجمعة" الماضية أنهم على طرد  مَن لا زال يحلم بامتداد فترة حكمه أو ذاك الذي صور نفسه بالفعل رئيسا للحكومة عازمون ، وهكذا انتهى الأمر بوضع كل جانب أو طرف في موضعه  الحقيقي .. الباقي تدبيره سهل .. في حاجة لوقت قصير ليتيقن من خان الأمانة أنه لا يساوي جناح بعوضة وما يخطط له إرضاء لأسياده مجرد ماء حار ملوث عليه وإياهم يَسْكبون.