حسين داعي الإسلام يكتب لـ(اليوم الثامن):
إيران برميل البارود الذي قد ينفجر في أي لحظة
لطالما كان النظام الإيراني يقمع الاحتجاجات بشدة. فالقمع والانتهاك المنهجي لحقوق الإنسان كان من ردود الأفعال الأساسية للنظام الإيراني على مطالب الشعب الإيراني السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في تاريخ ٧ مارس ٢٠١٩ قام علي خامنئي قائد الدكتاتورية الدينية في ايران بتنصيب ابراهيم رئيسي عضو لجنة الموت في مجزة ال ٣٠ ألف سجين سياسي في عام ١٩٨٨ وأحد مدافعي خامنئي رئيسا على السلطة القضائية في إيران.
رئيسي مسؤول عن جرائم ضد الإنسانية في مذبحة السجناء السياسيين في عام ١٩٨٨ حيث سعى لإبادة أعضاء منظمة مجاهدي خلق.
إن تعيين رئيسي في أعلى منصب قضائي النظام علامة على استخدام أشد أنواع القمع ضد الاحتجاجات الشعبية في إيران وضد المقاومة الإيرانية.
وقد وصف خامنئي هذا التعيين كعصر جديد ومرحلة ثانية لما يسمى بثورة النظام وأعطى لرئيسي أوامر بالالتفات للمسائل الخارج نطاق صلاحياته عندما ينظر في المسائل القضائية.
في عام ١٩٨٨ قام آية الله حسين علي منتظري خليفة خميني في ذاك الوقت - والذي كان يشغل منصبا أعلى من خامنئي الذي كان نائبا له- بإحضار أعضاء لجنة الموت ومن ضمنهم رئيسي وصرح: " إن أكبر جريمة مرتكبة في الجمهورية الإسلامية والتي سيحاكمنا عليها التاريخ تنفذ على أيديكم. وأنتم ستعرفون كمجرمين كبار في المستقبل وفي تاريخ إيران".
إن تعيين رئيسي من قبل خامنئي يثبت مرة أخرى بأن الأزمة مشتعلة في رأس النظام الذي وصل الضرر له والنظام لا يملك حلا سوى القمع والتشديد.
ولذلك يريد خامنئي أن يعمل القمع والقتل في مواجهة انتفاضة الشعب الإيراني ومقاومتها المنظمة التي تسعى للعدالة والحرية.
منذ أكثر من قرن خاض الشعب الإيراني تجربة لأربع حركات أساسية تسعى للبحث عن الديمقراطية: الثورة الدستورية في عام ١٩٠٦ والحركة الوطنية لمحمد مصدق في أوائل عقد ١٩٥٠ والثورة المناهضة لنظام الشاه عام ١٩٧٩ والمقاومة الإيرانية في مواجهة النظام الحالي من عقد ١٩٨٠ وحتى الآن.
وبسبب الطبيعة الفاسدة والإرهابية للنظام الإيراني فقد أصبح هذا النظام غير قادر على حل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. والقمع يأخذ أبعادا مختلفة بالكامل عن أي مكان في العالم.
قوات الحرس ومليشيات البسيج التي تنشط في قمع الشعب الإيراني في جميع مجالات المجتمع والسلطة القضائية التي تمتلك كثيرا من الصلاحيات، لا يتوافقون مع أي قانون أو قاعدة. السجن والتعذيب والمذابح فوق التصور وجهاز الاستخبارات السري تبدل لأداة مخيفة للقتل والعديد من دوريات الإرشاد بالإضافة للشرطة التي تشرف على القمع وجميع تلك الأجهزة أسست من أجل حماية السلطة تحت أي قيمة.
سوء استخدام الدين: المكمل للقمع
لقد جعل خامنئي من الدين دستورا للقمع. وأي حرف أو حركة معارضة للنظام يتم قمعها بشدة تحت اسم محاربة الإسلام.
وبهذا الشكل يتم تنفيذ القمع الوحشي والتعذيب والاعدام باسم الإسلام. وذلك كما حدث في حرب خميني مع العراق في عقد الثمانينيات حيث كان النظام يقدم مفاتيح الجنة لطلاب المدراس الثانوية حتى يستخدمونهم في تنظيف المناطق والأراضي المزروعة بالألغام.
وهذه هي خصائص ومزايا هذا النظام الدجال الذي لا يصلح ليكون جمهورية ولا إسلاميا ولكنه يعتبر نفسه جمهورية إسلامية.
صعود المقاومة الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة
نشرت وكالة أبناء فارس المرتبطة بقوات الحرس الثوري مقالة الأسبوع الماضي عكست خلالها القلق المتزايد للملالي الحاكمين من جيل الشباب الصاعد الذي يميل بشكل أكبر لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية. هذه المقالة بالمعنى الحقيقي للكلمة تحذر من أنه يجب ألا ننخدع بوسائل إعلام مجاهدي خلق على الانترنت وأضافت قائلة: " إن الأعمال التي تم تنفيذها من قبل مجاهدي خلق في وسائل التواصل الاجتماعي أدت للتأثير على الشبان بسبب انعدام تجربتهم حيث بدأوا يأخذ الدروس والتدريبات من قبل العناصر المعادية..."
وفي مكان آخر كتبت: "... اليوم الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تسمح للشبان بالتواصل بكل سهولة مع مجاهدي خلق. وبالتالي تستطيع وسائل إعلامهم بسهولة ومن خلال طرق الاحتيال تشكيل ارتباط مباشر مع مستخدمين شبان آخرين وقليلي الاطلاع والمعرفة".
يجب القول لرؤوس هذا النظام وقوات الحرس بأن الشعب والمقاومة الإيرانية عقدت العزم هذه المرة على مواصلة النضال حتى السقوط التام والكامل لهذا النظام.
*حسين داعي الاسلام عضو مجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومحلل في شؤون الايرانية