محمد فؤاد الكيلاني يكتب لـ(اليوم الثامن):
روسيا تتجه إلى أفريقيا
هناك بوادر انقسام واضح في العالم ، بعد فشل الربيع العربي الذي أطاح برؤساء وقتل أبرياء وتخريب مدن ذو حضارات عريقة ، ودول عظمى تحاول الدخول إلى هذه البلدان لأسباب سياسية أو اقتصادية أو عسكرية . لإعادة نفوذها بعد دعم سوريا في حربها ضد الإرهاب.
بعد فشل الربيع العربي وصد صفقة القرن ورفضها من معظم دول العالم ، ظهرت روسيا من جديد ، هدفها السيطرة على دول مهمة، فمن غير المعتاد لدى موسكو بان تحارب خارج أراضيها، ففي سوريا كان لها بصمات واضحة ، وفي فنزويلا أيضاً ، والتعاون العسكري بين روسيا ودول العالم أصبح واضحاً للعيان، بعد أن قامت تركيا بشراء صواريخ متطورة من روسيا .
من خلال المعطيات في الساحة الدولية وهيمنة أمريكا على العالم، باتت أمريكا في معزل عن هذا الوضع ، فروسيا تتجه إلى أفريقيا للاستفادة من الثروات الأفريقية (القارة السودائيتين) ، وما تحويه من نفط ومعادن داخل الأرض يفوق كل التوقعات ؛ الأزمة التي تمر بها أمريكا وعدم دعم ترامب من قبل الحكومة وتخبطه الواضح في السياسة الخارجية ، جَعلها في حالة تدهور كما أعلن الأمريكان بأنها على حافة الإفلاس ؛ وعند ذهاب الوفد الأمريكي إلى السودان ومقابلته مسؤولين حكوميين ، ورفضهم مقابلة الرئيس السوداني بحجة انه مطلوب للمحكمة الدولية ؛ قامت روسيا وبوفد رفيع بعقد لقاء مع الرئيس السوداني ، ونتج عن هذا اللقاء بأن تقوم روسيا بفتح قواعد عسكرية روسية على أراضي السودان ، وبعد هذا الاتفاق ستخطو دول أفريقية أخرى نفس خطوات السودان وتقوم بفتح قواعد عسكرية روسية على أراضيها ، وهذا من شأنه أن تكون روسيا في أفريقيا وتقوم بعزل الدور الأمريكي عن أفريقيا في حال أرادت أن تتدخل في الشؤون الداخلية الأفريقية .
وبعد السودان ذهبت روسيا إلى الجزائر ، حاملة معها رسائل إلى أمريكا والعالم ، بان الجزائر ليست وحدها ولن يطبق عليها ما يسمى بالربيع العربي ، وروسيا داعمة للجزائر وتعتبر ثاني دولة افريقية تقوم بزيارتها بعد السودان ، الأمر واضح بان روسيا باتت تفرض سيطرتها ونفوذها على أفريقا بعد دعمها لسوريا في حربها ضد الإرهاب والإرهابيين .
هذا الوضع ينذر بحرب عالمية ثالثة أو رابعة إذا استمر هذا الوضع كما هو ، هناك دول غنية بثرواتها الطبيعة أمريكا تريد السيطرة عليها لسداد العجز الموجود في الخزينة الأمريكية ، وروسيا ترفض هذا الأمر ، ووجود قواعد روسية داخل أفريقيا لها اعتبارات كبيرة عند دول عظمى ومهمة في العالم تسعى إلى الهيمنة والاستفادة من هذه الثروات ، سواء كان النفط أو المعادن.