عادل المدوري يكتب لـ(اليوم الثامن):
تحركات دبلوماسية هامة للزبيدي
أتّسمت خارطة التحركات الدبلوماسية الجنوبية لرئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي بمميزات جديدة وهامة، استكملت البناء على القواعد والاساسات القديمة والتاريخية لدولة الجنوب العربي، وما تم تحقيقة طيلة العقود الماضية، من علاقات وشراكات دولية مع مراكز القرار الدولي المؤثرة بين الشرق والغرب، ولكي تضمن السياسة الجنوبية الخارجية النجاح وتحقيق افضل النتائج فقد سعت الى الاعتماد على الماضي لانه ببساطة هو الذي أوصلنا الى الحاضر، وأستخلصت الدروس المستفادة، وتقييمها كي يتم فهم الحاضر، وقواه المحركة في العالم ومحيطنا، وتكون رؤية عن المستقبل الذي يصبوا اليه الشعب.
قد نخطئ الحسابات اذا اطلقنا نيران اسلحتنا على ماضينا، وربما قد يطلق المستقبل مدافعه علينا، ان قبلنا بالافكار التي يروج لها البعض، عندما يحاولون اختلاق عداء غير مبرر ومنطقي لدولة بريطانيا أو روسيا وان بريطانيا كانت محتلة للجنوب وهي حقبه زمنية احتلت بريطانيا فيها معظم دول العالم وانتهت، وجميع الدول التي احتلتها بريطانيا لديها علاقات ودية وحميمية وفق تبادل للمصالح المشتركة، وهذا ما سعى اليه اللواء عيدروس الزبيدي في زيارته الى بريطانيا، والتعبير عنه في محادثاته وخطاباته.
فالزيارة حملت ابعاد سياسية هامة وتعتبر نقله نوعية في السياسة الخارجية الجنوبية، فاختيار بريطانيا كأول دولة في جولته الخارجية ولقاءه بالبرلمان البريطاني هي»ضربة معلم« وتجديد للعلاقات والشراكة التاريجية الاستراتيجية بين الجنوب العربي وبريطانيا. وتعزيز اواصر التعاون المشترك بحكم الارث الثقافي والسياسي بيننا بما يحقيق مصالح الشعب في الجنوب. وسيكون لهذه الزيارة تاثير ايجابي وستسرع من خطوات استعادة الدولة لان بريطانيا صانعة القرار في العالم وهي الصندوق الاسود الذي يحوي اسرار الانظمة الحاكمة حول العالم.
أضف الى ذلك إن الزيارة جائت وسط تحديات تشهدها عملية السلام في اليمن وتنفيذ اتفاق اسوكهلوم والجهود التي تلعبها بريطانيا في عملية السلام وايقاف الحرب، في الوقت الذي اثبت الانتقالي الجنوبي سيطرته على الارض في المناطق الجنوبية المحررة وتثبيت الامن ومحاربة الارهاب، فبريطانيا جادة في مساعيها في انهاء الازمة اليمنية والجنوبيين جادين ويبحثون عن السلام الحقيقي والعادل، والعدالة لقضيتهم وقد نلاحظ تقارب وتنسيق اكثر في الايام القادمة بيننا وبين البريطانيين.
بعد زيارة بريطانيا توجه اللواء عيدروس الزبيدي الى روسيا الحليف السابق لدولة الجنوب العربي ايام نظام الاتحاد السوفيتي الامبراطورية الكونية التي تحارب المعسكر الغربي، وعودتنا اليوم الى موسكو ستكون وفق مفاهيم جديدة للصداقة والشراكة قائمة على الاساس التجاري والاقتصادي والمنفعة، وليست على التبعية والعقائدية، كما كان عليه الحال في السابق ايام الحزب الاشتراكي اليمني، فالاتحاد السوفيتي ظفر بجزء كبير من وثائق وادبيات وتاريخ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عقب خروج بريطانيا في الستينيات حتى التسعينيات من القرن الماضي.
الزيارة لبريطانيا وروسيا وما ستليها من زيارات الى امريكا وغيرها من الدول ظمن خارطة التحرك الدبلوماسي الدولي لرئيس المجلس الانتقالي ستكون فرصة لتبديد شكوك تلك الدول عن رؤية المجلس الانتقالي لحل القضية الجنوبية حل عادل يرتضيه الشعب ويحقق طموحاته، وتطمينات عن الاوضاع في الجنوب فيما اذا سلّمت ادارته للجنوبيين، خصوصاً بعض الدول التي كانت ومازالت لديها مصالح في الجنوب، فهذه الزياره توصل رسالة مفادها باننا نلتزم بالاتفاقيات ونحترم المعاهدات ونحارب الارهاب ونؤمن مصالح تلك الدول الشقيقة والصديقة.