نجيب غلاب يكتب:
"26 مارس" عاصفة إنقاذ اليمن
مع انطلاق عاصفة الحزم، سقطت المخططات الحوثية بجعل اليمن جغرافيا تابعة لإيران، وسقط مشروع دولة الكهنوتية العنصرية.
عاصفة وطنية وعربية حققت أهدافها في مراحلها الأولى، وما بعد ذلك ليس إلا نزع عروق المشروع وخططه وكشفها للشعب وصولاً إلى تجفيف منابعه بالتدريج.
ومستمرة عاصفة الوطن العربية في مواجهة شبكات الحزب الإمامي وعروقه الخفية.
تسير المعركة في اتجاهات أكثر تعقيداً لتحرير اليمن من الأمراض التي أوصلت الحوثية الإيرانية إلى حد القدرة على اختطاف يمن العروبة.
ملفات كثيرة لم تحسم ومستمرة العاصفة في إنجاز أهدافها.
وتدخلت الأمم المتحدة في الملف اليمني لبناء السلام ومساعدة اليمنيين على تنفيذ المبادرة الخليجية.
لكن لا نفعت نعومتها ولا عصا قراراتها ولا حيادها.
التجربة تقول إن طريقتها في إدارة الملف هي من أوصلتنا إلى وضع الكارثة والمأساة.. والمؤشرات تقول إن جعبتها مع مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث تقود إلى حرب بلا مخرج.
كما أن الوصاية الأممية مع سيطرة حوثية والتلاعب بالحل السياسي، وحتى في حالة وجود طرف يمني محايد بإشراف أممي فإن توظيف الحوثية كأداة قذرة للابتزاز سيجعل من الحديدة شرياناً آمناً لتغذية الحوثية.
لذا تحرير الحديدة الناجز خيار إجباري لإنقاذ اليمن ولقطع حبال الملاعين اللاعبين من تحت الطاولة!!
وإذا استمرت الشرعية راضخة للآليات الأممية، فإنها تقود نفسها إلى التآكل في هاوية الانتظار والاسترخاء ومن ثم الاندثار، والأخطر أنها تعيق أي حراك شعبي مقاوم في ظل الركون عليها لتقوم بمهامها.
إنها تنتحر على أيدي الأمم المتحدة وتبعث اليأس لدى الشعب إلى حين، أما الخلاص من الحوثية فحتمي.
وبالتوزاي مع ذلك، فإن ثقافة الاستحواذ والتعامل مع المسؤولية باعتبارها غنيمة كارثة سرطانية تأكل الدولة.. أما إن أصبح الاستحواذ عملية سطو تحت أي شعار فإن الموظف، أياً كان موقعه، يصبح لصاً لا موظفاً لخدمة المواطنين.
المليشاوي الحوثي أبرز عينة لعمليات السطو، نموذج فقط، وراقبوا وستجدون أن المسؤولية فقدت معناها.
على الجميع أن يدرك أن الشراكة أحد مرتكزات بناء اللحمة الوطنية الجمهورية، وتركيز قوة المعركة مهمة لضبط حركة القوة وتنظيمها.
ومن المهم تفعيل المأسسة لتعمل الدولة كبنية واحدة متكاملة ونسق فاعل منتج.
أما الاستحواذ فكارثة تقود إلى الشتات والفوضى والنزاعات، وتفرق ولا تجمع، وتنتج صراعات متلاحقة تعيق تحقيق الأهداف.
وقد كانت اليمن على وشك الخروج من معضلة الصراع الذي قاد إلى انقسام كارثي، وامتلكت مساراً لتثبيت أركان الدولة وترسيخ السلام والانطلاق إلى التنمية بعد أن حسمت قضايا الخلاف السياسي.
لكن الحوثية وسلاحها وولايتها، كانت وما زالت الكارثة التي تهدد حاضر ومستقبل بلادنا.