محمد بالفخر يكتب :

لا تحسبوه شرّاً لكم

برغم الألم الذي سببته المجزرة التي نفذها العلج الاسترالي بدوافع صليبية تاريخية دينية بحته وبعمل إرهابي بربري بحق ما يقارب من خمسين مسلما مسالما للعالم أجمع إلا أنها وككل الابتلاءات التي لحقت بالمسلمين على مدى تاريخهم لا تخلو من لطفٍ خفي وخير قد لا يظهر للوهلة الأولى،

 نعم ما حدث ليس اول الاعتداءات ولن يكون آخر المجازر بحق المسلمين طالما بقينا بحالة الضياع والتبعية للعالم فنحن أمة أسقطت تقديرها في ميزان القوى العالمي وبالتالي فلن تتوقف حجر الرحى التي تطحن المسلمين والله المستعان.

ما حدث لإخواننا المسلمين في نيوزيلاندا بشعٌ ومؤلمٌ ولكن ما ظهر من تعاطف لدى العالم خير.

ما جعل الكثير يسألون عن الإسلام ويحاولون التعرف اليه مما يحقق انتشاره فهذا خير أيضا.

اعتنق اشخاص الإسلام وسيزيد العدد بعد كل حادثة ضد المسلمين أيضا فهذا أمرٌ فيه خير ونسأل الله ان يتقبل الشهداء ويجعلهم في جنات النعيم.

ما يحدث للمسلمين من قتل وهوان وظلم بلغ عنان السماء لن يدوم فعندما نعي الدرس ونعود لجادة الصواب سينصرنا الله فالله لا يعطي نائما ولا ينصر جبانا.

وأنا أتابع كغيري من البشر ما حدث في نيوزيلاندا تذكرت حوادث اغتيالات علماء وخطباء وخيرة الرجال في عدن والذين أصبحوا بالعشرات بين شهيد ومخفي بكتهم المآذن وافتقدهم الفقراء والمحتاجين وذرفت المنابر دموع الفراق ومع ذلك لم يلتفت لهم أحد ولم يتعاطف معهم إلا قلة ممن بقي فيهم إنسانية تبغض القتل وازهاق الأنفس مهما كان الخلاف معها،

لم يختلف مشهد القتل بين ذلك العلج الغربي والعلج العربي تصوير وتوثيق للحظة قتل الأبرياء وبدماء باردة قاتلهم الله انّى يكونون.

دماء الشهداء في عدن لم تلق انصافا ولم يُقتَصُّ لها ولم نجد وقفات في أي منطقة في العالم تطالب بوقف الاغتيالات الممنهجة في عدن ومع ذلك نقول لعل ذلك خير لعل تلك الدماء تشعل فتيلا للضوء يستضيء به عميان البصيرة وتغسل عن قلوبهم دنس الأحقاد وصدأ الجهل.

ما بين شهداء مسجد النور في نيوزيلاندا وائمة المساجد في عدن ستظل دماء الموحدين تسيل وسيظل العالم يرفع شعارا هناك ويشجب هنا وسيظل النفاق هو المظلة التي يقف تحتها الكثير حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.

(لا تحسبوه شرا لكم) لن نجد مهما كتبنا عبارات نجبر بها قلوبنا المكلومة ونواسي بها افئدة المستضعفين ابلغ من قول الله جلّ في علاه (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم)

خاتمة شعرية:

للشاعر احمد مطر

قطفوا الزهرة..

قالت:

من ورائي برعم سوف يثور.

قطعوا البرعم..

قالت:

غيره ينبض في رحم الجذور.

قلعوا الجذر من التربة..

قالت:

إنني من أجل هذا اليوم

خبأت البذور.

كامن ثأري بأعماق الثرى

وغداً سوف يرى كل الورى

كيف تأتي صرخة الميلاد

من صمت القبور.

تبرد الشمس..

ولا تبرد ثارات الزهور!