محمد بالفخر يكتب:
اتحاد الجمهوريين
'اتحاد' مفردة لغوية جميلة محببة الى النفس لأنها أساس القوة والمنعة اذا تحققت مضامينها وتعني أيضا الشراكة والمساواة وعدم التفرد وتساوي بين الجميع والجميع شركاء في صنع نتاجها وفي نظري الاتحاد افضل من الوحدة التي اصبحت في نظر الكثير مفردة لغوية تحمل اكثر من معنى منها الانفراد وفي نظر الكثير من القوى السياسية في المحافظات الجنوبية ان الوحدة معناها الضم والإلحاق وعدم الشراكة .
نعرف جميعا ان ميلاد الجمهورية في اليمن في مطلع ستينيات القرن الماضي هو بمثابة انبلاج فجر جديد حلم به اليمانيون بعد قرون من التسلط السلالي والكهنوتي والذي رافقه الجهل والفقر ومنتجاتهما المتعددة فأغرقت البلاد جميعا في ظلام دامس ولهذا لم تستوعب القوى المتسلطة والمستفيدين منها اشعة شمس الحرية التي أشرقت أنوارها على القطر اليماني فحاولت بقضها وقضيضها إطفاء هذا النور وكادت له المؤامرات ولما فشلت لم ترض وتقتنع بالواقع الجديد بل حاولت التغلغل في منظومة الجمهوريين لخلخلته من الداخل وبكافة الوسائل الممكنة
وتحقق لها ما ارادت بفضل السياسات الهوجاء التي سار عليها الانتهازيون والوصوليون الذين حولوا الحكم الى مغنم واستنسخوا فكرة النظام السلالي واستبدلوه بالنظام العائلي والذي حقق في نهاية المطاف أهداف النظام الذي كنا نقول عنه اصبح بائدا فإذا به ينقض من جديد وبطريقة ابشع مما كان وعادت أسطوانة الحق الإلهي تطل من جديد حتى ان احد المعممين الجدد والذي دائما مايسبق اسمه بلقبين قال في تغريدة له يوم 25/9/2014 ( سئلت ماذا يجري في اليمن فقلت هذا حقهم انتزع منهم قبل خمسين عاما وأعيد اليهم ).
وهكذا عاد الاماميون بقضهم وقضيضهم وتناثر الصف الجمهوري وتشرذم بفعل حشر البعض لنفسه في زاوية الحزب يوجه سهامه لهدف رسم له من قبل ، مع ان الأحداث قد تجاوزت ذلك الهدف لكنه بقي كأعمى أعطي بندقية وقيل له صوب أمامك فقط مع ان العدو يناوشه من كل جانب ولكنه بقي مطيعا للأمر القديم يضرب أمامه فقط وهذا حال البعض من السياسيين والكتاب رسم له عدوا في يوم ما فظلوا الى اليوم يصوبون سهامهم اليه برغم ان الأحداث والواقع الجديد يحتم ان الاثنين في خندق واحد وهذه اكبر معضلة واهم سبب ادى الى الصراع بين رفقاء الصف الجمهوري.
امر آخر لا يقل أهمية وهم اصحاب المصالح الضيقة وعبيد الدرهم والدينار فهؤلاء يبدو ان هناك من خدعهم بالقول انه متى ماتوحد صف اليمنيين فسوف يفقدهم مصدرا من مصادر ما اعطوا من مال او منصب فأصبح يعمل جاهدا لنثر بذور الشقاق بين اليمنيين عامة وبين رفاق الصف الجمهوري خاصة وقد الكثير من اليمنيين اصحاب الوعي كثيرا من هذه الشخصيات.
بقي الحذر منهم من الأهمية بمكان وبناء سياج قوي من الوطنية والأخوة والمصداقية وتجاوز خلافات الامس بين الجمهوريين. لرأب مايمكن من تصدع احدث عمدا ان الوضع مشتعل ولا يحتمل مزيدا من الخلافات والتناحر فلن يستفيد من هذا الحال الا أعداء اليمن ، فليت السياسيون وأصحاب القلم يدركون جريمة مايصنعون بمستقبل ابنائهم عندما يشاركون في هدم وتمزيق الوطن وتحميل ابنائنا تركة من الأحقاد عشناها. واكتوينا بنارها اليوم.
الكل راحلون والبطن باقٍ .. الماضي والحاضر مأساة اليمنيين فلنعمل لمستقبل افضل للأجيال القادمة.