محمد بالفخر يكتب:
سيئون وانطلاقة الائتلاف الوطني
سيئون الطويلة لم تعد حاضرة وادي حضرموت فقط بل هي حاضرة الوطن جميعا حافظت على مركز الدولة ومسمى الدولة بعد ان غابت في صنعاء وعدن وفي بقية المحافظات باستثناء ارض سبأ التي صنعت نموذجا مميزا ينبئ عن قدرات ادارية ممكن ان تصنع وتنجز اذا ما اتيحت لها الفرصة و تركت مع ابناءها المخلصين تسطر نجاحات يستحقونها.
وسيئون هي الأخرى ينحت رجالها في الصخر وبالإمكانيات المحدودة فجعلوا منها حاضنة للجميع أتى اليها الباحثون عن الهدوء والطمأنينة والسلام فلم تسجل ضد اي قادم اليها اي حالة اعتداء ضد ممتلكاته ولم يتعرض احدهم لعبارات تمييز عنصري او مناطقي رغم رسائل الشحن التي تبثها فئات مأجورة تم استخدامها لتنفيذ اجندات الطامعين، ومطار سيئون ظل مفتوحا كمنفذ آمن للقادمين والمغادرين.
وفي سيئون انعقد البرلمان اليمني بعد انقطاع طويل وفيها أعلن التحالف السياسي لكل القوى السياسية. ويوم السبت الماضي كان يوما مفصليا في تاريخ سيئون يوم ان تم إشهار الائتلاف الوطني الجنوبي لفرعه في هذه المدينة في حفل مميز أعطى رسائل متعددة اولها ان الائتلاف الوطني الجنوبي هو احد المكونات السياسية الحاملة للقضية الجنوبية بمفهومها الأشمل والأعم والذي لا يحصرها في زاوية ضيقة ولا في زمن محدود ولا في فكر او توجه بذاته كما يتصورها من عمت بصيرتهم وأبصارهم ولا يربطها بأجندات الطامعين والحالمين بتمزيق الوطن ونهب ثرواته وقتل الروح المعنوية للمواطن حاضرا وإضاعته مستقبلا.
وثاني هذه الرسائل ان حضرموت وابنائها الذين حملوا روح السلام في ذواتهم واندمجوا مع مختلف شعوب الأرض في المهاجر التي وصلوا اليها لا تضيق أنفسهم من الآخرين بل ان التعايش مع الجميع وفق الثوابت والمبادئ الوطنية هي رسالتهم في هذه الحياة.
وثالث هذه الرسائل ان العمل السياسي والوطني حق مكفول للجميع وبه ترتقي الشعوب والأوطان اذا سار في طريقه الصحيح واما سياسة التهميش والإقصاء وادعاء الوطنية وإصدار صكوكها وفق الأهواء والمصالح ومنحها لهذا ونزعها عن ذاك ماهي الا من النكبات التي حلت بحضرموت وبالجنوب وباليمن عموما في الماضي ومازلنا نعاني من ويلاتها في الحاضر ولربما تلقي بظلالها على المستقبل ان استمر السير في مسالكها وطرقاتها المتعرجة.
ورابع هذه الرسائل ان الائتلاف الوطني الجنوبي هو مكون انطلق من الوطن ولأجل الوطن يحمل عشق وطنه ومصالحه ويذود عنه ويعمل من اجل رفعته وتجنيبه المخاطر المحدقة به، هو ائتلاف وطني جعل الوطن في حدقات العيون برنامجه ورؤيته واضحة للجميع ، لم يرهن نفسه لأجندات الغير ولن يألوا جهدا في الوصول بالوطن مع كل القوى الحية لأعلى درجات الرفعة والسؤدد بإذن الله.
وخامس هذه الرسائل وبها اختم هو ما قاله رئيس الائتلاف الشيخ احمد بن صالح العيسي ان الائتلاف يقف في صف كل ابناء الجنوب ويقف مع السيادة الوطنية لليمن الأرض والإنسان وينشد السلم المجتمعي ويرفض الفوضى والعنف والوصاية ويمد اليد الى كل القوى السياسية والاجتماعية من اجل العبور الى المستقبل الآمن الذي ينشده كل ابناء الشعب.