عادل المدوري يكتب لـ(اليوم الثامن):
أخبار سارة للجنوبيين
سلسلة لقاءات وتحركات وتفاعلات ملحوظة تحققها القضية الجنوبية، اكانت لقاءات وزيارات اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في لندن وموسكو وكذلك لقاءات رئاسة المجلس باعضاء الوفود الدولية في ابوظبي، وزيارات سفراء الدول الكبرى الى عدن ولقاءهم بقيادات المجلس الانتقالي وبشكل علني، وهذه اشارات ودلالات ان القضية الجنوبية اصبحت قضية مركزية وجوهرية وناجحة وشرعية وبيد محامي ناجح، ولايمكن تجاوزها او القفز عليها، فالخطوات التي يسير عليها المجلس الانتقالي في تمثيل القضية الجنوبية اكسبته الشرعية الشعبية من الجنوبيين وتبقت الشرعية الدولية وقد بدت ملامحها تتشكل وهي الخطوه الاخيرة في مشوار القضية.
هناك مكاسب كبيرة تحققت في زيارة السفير الروسي الى عدن وما حملته من اشارات رمزية حسب ماهو متعارف عليه بالاعراف الدبلوماسية الدولية، عند قيام دولة بابتعاث سفيرها واستقباله بشكل رسمي بالعرض العسكري وتحت علم الدولة هو اعتراف ضمني من الدولة التي قدم منها السفيربالدولة المبعوث اليها، ولا تسمتع عزيزي القارئ الى المشككين عندما ياتي اخونجي (مدرعم) يقولك السفير الروسي انه ليس مهتم بالعلم المرفوع و(ما اخذش باله من المثلث والنجمه) او انه لايعلم عن الترتيبات التي سبقت الزيارة ، وتبقى الحقيقة انه سبقت الزيارة تنسيق واتفاق على كل شي، ولا يمكن ان يتم التصرف بالصدفة، لان اي اخطاء او تجاوزات في البروتوكولات الرسمية بين الدول قد تؤدي الى مشاكل وقطيعة، ولكن ما تم خلال الزيارة عملية منظمة ومرتب لها بشكل مسبق ومقصودة ومعلنه وهدفها ايصال رسالة من روسيا مضمونها نحن اول الدول التي ستعلن الاعتراف الرسمي بدولتكم وقت اعلان استعادة دولتكم.
فتصريحات السفير الروسي التي اعقبت جلسة المباحثات مع قادة المجلس الانتقالي بعدن، كانت قوية وصريحة حيث اكد سعادة السفير الروسي لدى اليمن، فلاديمير ديدوشكين بما لايدع مجالا للشك ان المستقبل للانتقالي طيب جدا، ووصف اللقاء مع قيادة المجلس الانتقالي بالعاصمة عدن بالمثمر والمهم وناقش كثير من المواضيع بما فيها قضية التسوية للازمة اليمنية وقبل كل شي تمت مناقشة القضية الجنوبية، داعيا الامم المتحدة ومجلس الامن للاهتمام بالقضية الجنوبية، واشار انه تم الاستماع الى موقف المجلس الانتقالي وسيتم دراسة الموقف، واصفا زيارة الرئيس الزبيدي الى روسيا بالجيده، والاجتماعات مع نائب وزير الخارجية وومثل للرئيس بوتن بالناجحه، والمح انه ستستمر روسيا في علاقتها مع المجلس الانتقالي وتعمل على تطويرها، وهذه هو بيت القصيد وجوهر الزيارة التي تزامنت مع وجود اللواء الزبيدي في موسكو.
لا ابالغ ان قلت ان المجلس الانتقالي وضع قضية الجنوب في مسارها الصحيح ويبذل جهود جبارة لتحريك الملف دوليا لانتزاع الاعتراف من الدول الكبرى، وبخطوات هادئة بدون ضجيج اعلامي وبدون افصاح عن محتوى الاتفاقات التي عقدها مع شركائنا البريطانيين والروس، وليس كل ما يعتمل في السياسة يصرح به في وسائل الاعلام، فهناك الكثير من المفاجئات السارة تحملها لنا الايام القادمة، والمرحلة اليوم هامة ووصلت الى مفترق الطرق، والتحديات كبيرة تستدعي نواة وارادة جنوبية صلبة، ويتطلب التفاف كافة ابناء الشعب الجنوبي خلف القيادة المفوضة من الشعب بزعامة اللواء عيدروس الزبيدي الذي اثبت للداخل والخارج انه رجل المرحلة الراهنة، قائد حازم في الميدان والجبهات وفي اروقة السياسة ايضاً، وانه ماضي في العهد الذي قطعه على نفسه عندما اعلن الحامل السياسي الجنوبي المجلس الانتقالي وطلب التفويض الشعبي من الجنوبيين، بأنه سيوصل الجنوب الى الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة.