د. عيدروس النقيب يكتب:

هل كانت الجزائر بحاجة لكل هذا التوتر؟؟

لم تكن الجزائر بحاجة إلى كل هذا الصخب والتوتر والتنازع، والتفكك الوشيك لو أن القوى السياسية المهيمنة على الحكم منذ ستة عقود تصرفت بمسؤولية مع مقتضيات التطورات السياسية المرئية والمحتملة في البلد.
لم يتعلم قادة (جبهة التحرير) التي كانت ذات يوم تتمتع بسمعة طيبة، من العشرية سيئة الذكر والتي جاءت نتيجة لتخشب الطبقة السياسية وفشلها في إدارة ملفات السياسة والاقتصاد، مما دفع إلى الواجهة بقوى التطرف (الإسلامية) التي أوصلت البلد إلى ما وصلت إليه من انسدادات ومجازر وشلالات من الدماء.
رئيس الجمهورية، المحسوب على صف ثوار ثورة المليون شهيد، ترشح لمرتين من فوق الكرسي النقال، وهذا وحدة يعبر عن حالة الشيخوخة السياسية للطبقة المهيمنة على صناعة القرارا السياسي باسم رئيس قدماه على بوابة القبر.
معظم المتابعين للشأن الجزائري يؤمنون إيمانا مطلقاً بأن الرئيس المقعد لا يعي شيئا عن القرارات المتخذة نتيجة لعجزه الذهني والجسدي، لكن المتحكمين في صناعة قراره لم ينتبهوا لدخول البلاد مرحلة الأزمة المستعصية إلا بعد الاصطدام بالشارع الجزائري المفعم بالوعي والحيوية.
اتخاذ القرارات بعد فوات الأوان يكلف البلد أثماناً باهظة كانت في غنىً عن تسديدها، لكن المتابعين يعلقون آمالاً على حكمة العقلاء في الشارع المعارض والبراجماتيين في الائتلاف الحاكم للذهاب باتجاه حل وسط يمنع البلاد من الوقوع في عشوائية الفوضى والانهيار التي يتسبب بها غالبا الفاشلون سياسيا المصرون على أن لا أحد سواهم