د. عيدروس النقيب يكتب:

عدن وحكومات التباهي بالفشل

ما تزال العاصمة الجنوبية عدن تتعرض لحملات عبث تخريبية متعمدة يعتقد الكثيرون من المراقبين المحايدين أن أطرافاً نافذة تقف وراءها تستهدف عدم السماح لعدن أن تستقر وتنهض وتستعيد شيئا من مجدها الذي عاشته طوال العقود التسعة من القرن العشرين.
الذين لا يرغبون في استقرار ونهوض عن والجنوب كثيرون، وهم لن يتورعوا عن استخدام أكثر الوسائل لؤما وأشدها قبحا للوصول إلى مبتغياتهم.
لن نستعرض كيف كانت عدن أثناء حرب المواجهة الأخيرة مع التحالف الانقلابي، ولا كيف جرى التغلب على الكثير من مظاهر الانفلات والتخريب والجريمة والإرهاب، لكننا نشير إلى أن أعداء استقرار عدن قد شرعوا في مهاجمة المقاومين الذين حرروا عدن منذ لحظات التحرير الأولى، وتفننوا في كيل الاتهامات وتسويق الشتائم لهم ولمن تولى قيادة عدن ومحافظات الجنوب المحررة، ولم يتوقف الأمر عند حملات الاتهامات والشتائم بل امتد إلى عمليات ومحاولات الاغتيال، ولا يمكن أن يغيب عن الذاكرة ما تعرض له الشهداء اللواء جعفر محمد سعد واللواء احمد سيف اليافعي والعميد عمر الصبيحي وأخيرا شهدا منصة العند وغيرهم العشرات عليهم جميعا رحمة الله وغفرانه، هذا غير محاولات اغتيال كل من اللواء عيدروس الزبيدي والدكتور ناصر الخبجي واللواء شلال على شايع والقائمة تطول.
وحتى بعد أن غادر الكثيرون من هؤلاء مناصبهم، وغادر بعضهم الحياة كلها،لم يسلموا ولم تسلم المقاومة الجنوبية وسليلها، المجلس الانتقالي الجنوبي من الاتهام بكل المساوئ التي يديرها أعداء عدن والجنوب بصورٍ مقنعةٍ وأحيانا مكشوفة. 
اليوم تبرز قضية السطو على الأراضي التي تديرها عصابات خارجة عن كل عرف وقانون، ومعها ظواهر الخروقات الأمنية الفردية والمنظمة بما فيها التفجيرات والأختراقات والاغتيالات لتسوق على إنها علامات فشل للمجلس الانتقالي الجنوبي ولكل المطالبين باستعادة الحق الجنوبي في تقرير المصير وبناء الدولة الجنوبية الجديدة المستقلة.
بعد ذلك من السهل العثور على مسوقين محترفين لتقديم الأكاذيب الجلية على إنا حقائق لا غبار عليها، وهؤلاء متوفرون أكثر من وفرة الفطر بعد المطر، وبعضهم بنى سمعته من خلال هذه المهنة الرديئة التي يضحك بها على عقول البسطاء ليصنع من نفسه بطلا من إسفنج منفوخ.
المشكلة في عدن وكل محافظات الجنوب وما تشهده من عبث وانفلات ليست بسبب عدم كفاءة القائمين على شأن المحافظات بل إنها تكمن في كفاءة هؤلاء ومن يديرهم ويوجههم في إتقان صناعة الفشل وتسويقه كاتهامات لخصومهم السياسيين، والحل يأتي ببساطة شديدة يتأتى من خلال إنهاء الأزدواج القائم بين حكومة لا تقوم بواجباتها ولا تفعل غير تصريف المخصصات بلا اي مقابل تقدمه للمواطنين، وشعب أصابه الملل والقرف واليأس والإحباط من هذه الحكومة وفشلها المتواصل، وإنهاء هذا الأزواج يأتي إما من خلال استبدال الحكومة بحكومة أكثر كفاءة وأكثر ارتباط بالشعب، وإما استبدال الشعب بشعب مستورد يقبل بمثل هذه الحكومة التي تتباهى بفشلها.