عبد الرحمن الخضر يكتب:

يا زمن ارجع ارجع

رسالة تلقاها الرئيس ناصر من أحد الإخوان...أرسلها لي الرئيس علي ناصر محمد...وحبيت انشرها لكم

الرئيس علي ناصر محمد وقل للزمان ارجع ...!

في عام 1972م من السنين الخوالي .. جاءنا السيد علي ناصر محمد .. على ظهر طائرة مروحية هليوكبتر .. لإفتتاح مدرسة كورة العسعوس الإعدادية بمركز الوضيع من أيام الحكم الشمولي ...

وحينها كان يشغل علي ناصر محمد رئيسا للوزراء ووزير الدفاع ووزيرا للتربية والتعليم .. حامة طائرة الرئيس ناصر على قرية كورة العسعوس ونحن مشرائبي الأعناق باتجاه الطائرة ..

فهبطت على مساحة وفناء مدرج المدرسة .. فأطل علينا ناصر .. وصفقنا طلبه وطالبات حتى التهبت الأكف .. وهالنا وأعجبنا كبر جسمه وضخامة جسده .. فعدونا باتجاهه ولم يستطع الحراس أن يحولوا  بيننا وبينه .. فأشار للحراس ان يكفوا عنا ..

بعدما وضعنا الرئيس وسطنا مشكلين طوق وحلقة كأنها معصم اليد .. شيعنا الرئيس ناصر حتى بوابة المدرسة ..فأمرنا الاستاذ صالح امنقي رحمة الله عليه رئيس الإشراف التربوي بالدخول الى الصفوف .. تفقد ودار ناصر على الصفوف ..

ومن تدابير الأقدار فقد اختار الدخول .. إلى شعبة ب ..وكنت احد طلابها .. فأخذ الاستاذ علي ناصر محمد طبشور اخضر وكتب على السبورة .. وبخط وعنوان ادهشنا جماله .. مراحل الثورة الوطنية والتحرر من ربقة الاستعمار الرجعي .. وعند المغادرة تمنيت على مساعد المأمور عبدالله بن عبدالله الحنشي .. أن يقدمني لرئيس ناصر بقصد مساعدتي فحاول ولم يستطع ..

نتيجة إزدحام الوفود المرافقة لناصر ..فانبرى لي مساعد مأمور مركز مكيراس سابقا العم عبدربه جحلان العوذلي وقد دفعني الرجل من مؤخرة رقبتي بقوة كدت اوقع على وجهي ..

لولا مساعدتي من بعض الوفود المرافقة لرئيس ناصر .. فأنا يتيم ونحيل الجسم .. وشوف جسمي نحيل من جور ماحل بي .. وعظامي هششه جراء سوء التغذية .. التي كنت اعاني منها .. انحنا الرئيس علي ليسمع مني .. وقد كان طولي لايتجاوز حقيبتين دبلوماسيتين أي لا اتجاوز خاصرة الرئيس ناصر فتلعثم لساني واصطكت أسناني .. فتأتت ولم استطع ان انطق ببنت شفه .. فترفق بي الرفيق .. ناصر ايما ترفق وشجعني قائلا حبه حبه ياشاطر ..

فأخطرته وبالكاد عن مشكلتي أنني يتيم ومحتاج إلى اعانه شهرية وحينما فهم المعنى .. احالني على وزير الاقتصاد علي سالم البيض .. الذي كان يمشي خلفنا وكان البيض وسيم ومسترسل الشعر الهندي ويقالبه يمنه ويسرة ..وعلى الفور امر لي بأعانه شهرية .. وحشر في جيبي 120 شلن أي سته دنانير .. حاولت رفضها فصاح الرجل في وجهي .. وبلكنة حضرمية راقت لي واستعذبتها وظللت ارددها عقود من الزمن .. حين قال لي وأخوي كنك باتقرم بي تطلب اعانه شهريه وترفضها .. خذها ولمان تتوظف ريعها علينا .. وقد علمت فيما بعد ..

ان الرئيس ناصر قد امر لي بصرف مواد غذائية .. وقد اقلتني الى قريتي سيارة المأمور علي حسين لهطل طيب الله ثراه وغفر الله ذنبه .. سيارة لاند روفر اكرر سيارة لآند روفر .. وتخيل الفرحة والابتسامة وهي ترتسم على وجه ومحيا أمي الارمله والجميلة وإخواني الأيتام الثلاثة .. ونحن نستلم المواد الغذائية .. والتي كانت غريبة علينا من ذيك الأيام .. دقيق استرالي وسمن هولندي .. وشاهي من سيلان وسكر فرموزة ولبن دانو ومعلبات كثيرة وفرش وبطانيات وثيرة .. الله على ذيك الأيام وعلى زمن  ناصر وقل للزمان ارجع ...!