د. عبدالناصر الوالي يكتب:
التمكين جنوباً والتدوير شمالاً
يستمر العبث السياسي والمخاتلة الدبلوماسية اقليمياً ودولياً في جنوبنا الحبيب وشمالنا الشقيق والهدف واحد عدم السماح للشعبين الخروج عن الطاعة والتمرد على الاحتواء ومنعنا من ممارسة السيادة على ارضنا ومقدراتها ومحاربة حريتنا وتقييد شعبنا وتكبيله.
مجلس نواب عمره اكثر من 17 عام. المولود يوم انتخاب هذا المجلس اليوم يستطيع ان يدلي بصوته في انتخاب ممثليه وهناك من يعمل ان يجعل من هذا المجلس الأثري ممثلاً لشعب اكثر من ثلثه لم يشاركوا في انتخابه وأكثر من الثلث ممن شارك حينها لم يعد موجود.
نحن لا نقبل ان يتم تدوير نفس رموز النظام السابق الذين استعمروا شعبنا في الجنوب وأذلوا وقهروا اخوتنا في الشمال.
اما اخوتنا في الشمال فهذا شأنهم وعليهم ان يحسموا امرهم فإما تضحية وفداء وقفزة الى السماء نحو الحرية والاباء والعيش الكريم وأما الرضى بان يجروا مرة اخرى الى الماضي وتخلفه وجهله وعبوديته.
نحن في الجنوب قد حسمنا امرنا ولو خيل لهم غير ذلك.
شعبنا الجنوبي الابي في غاية الغضب وفِي قمة الاحتقان. ونحن نعلم ذلك ونتفهمه ونعمل على معالجة اسبابه.
نحن نعلم ونراقب حرب الخدمات ومشاريع النزوح وصرف البطاقة الشخصية ومآربها ومعاودة تهميش الكادر الجنوبي من الوظيفة العامة واستجلاب اخوة لنا من الشمال لتمكينهم مرة اخرى من الوظيفة العامة والسيطرة على الاقتصاد, منهم من أتى باحثاً عن لقمة العيش ومنهم من هو على قناعة في المشاركة في محاولة الاحتلال الجديد الناعم ،يراهن على سماحتنا وسموء اخلاقنا ولكن عليه ان لا يراهن على طول صبرنا وان يحذر من هدؤنا ويتجنب حلول غضبنا.
يعبثون بالمحروقات والكهرباء والمياه ويقلقون الامن وينكلوا بالتعليم والمعلمين ويسمسرون بالأراضي. يشجعون المخدرات ويروجون لها. تسرح وتمرح القاعدة في سيئون ومكيراس ويفتحون جبهة عسكرية في الضالع للاستنزاف. كل هذا والنَّاس في الجنوب كاتمة للغيض وتنظر الى المجلس الانتقالي منهم بغضب ومعاتبة يخشون ان نكون قد أضعنا الامانة ومنهم بأمل ورجاء ان لا نتأخر اكثر.
المجلس الانتقالي من وجهة نظري يعمل بكل جد وجهد وفقاً لما فوض به الا وهو استعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن. دولة حرة كاملة السيادة بحدود مايو 90 م. يعمل في ثلاثة اتجاهات حاسمة وهي اولاً إعداد ودعم قوات مسلحة وامن قادر على حماية شعب الجنوب والدفاع عن أراضيه. ثانياً السعي والعمل داخلياً وخارجياً لتوفير الموارد المالية الكافية لتكون جاهزة في حينه لكي تستطيع حكومة الجنوب ادارة الجنوب وتنميته. ثالثاً السعي الحثيث والعمل الدبلوماسي المنظم والمستمر خارجياً للحصول على الاعتراف الدولي بدولة الجنوب. اما المشاكل الحالية الموضوعية والمفتعلة التي تتفاقم وتُضخم يومياً فهي من وجهة نظري لالهاء الانتقالي عن هذا الهدف الكبير ولكي ينشغل بإطفاء ما يشعلوها من حرائق هنا وهناك. نحن نعلم ان ادارة الدولة في الوقت الحالي هي مسؤولية الشرعية ونعلم ان الكادر في الجنوب هو كادر جنوبي منهم من يسيء استخدام السلطة التي بيده ومنهم من تنقصه الكفاءة ومنهم من ينفذ مشروعه الحزبي او المناطقي او السياسي. لا يهم هؤلاء منا ونحن منهم سنعمل عليهم ومعهم في حينه. هم جزء من منظومة فاسدة اذا أصلحت سيصلحون.ختاماً اقول ان
انعقاد مجلس النواب في سيئون يعد استفزاز لشعب الجنوب والاستمرار في إهانته. نحن شعب لا نقبل الاهانة وستكون لنا كلمتنا.
الى الشعب الليبي الشقيق وانتم ايضاً لا تقبلون الاهانة ونحن معكم. لكم رب وجيش يحميكم وارادة الله وارادة الشعوب فوق كل إرادة.
الى شعب السودان الشقيق سلاماً عليكم ياشعب النيلين قلوبنا وعقولنا معكم.
الى ظلاميي وظلمة عدن والجنوب وطرابلس وليبيا ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا).