د. عبدالناصر الوالي يكتب:
عدن الصمود والاستبسال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مساء الخير جنوبنا الحبيب، مساء الخير يا عدن...
أيها الاشقاء، أيها العالم، نحن غاضبون ولن نرضخ.
عادت الحكومة في يناير إلى عدن ففجروا مطار عدن في رغبة خبيثة للقضاء عليها، ولكنها استمرت وصمدت.
عبثوا بأمن عدن وسكينتها وخلقوا التوترات وهددوا وتوعدوا حتى غادر جزء كبير من الحكومة مكرهاً غير راض، على أمل.
أوقفوا الرواتب ،رفعوا الأسعار ،عبثوا بالعملة وضاربوا بها وأعدموا المشتقات النفطية وعبثوا بأسعارها ، قطعوا الكهرباء والماء وحتى الهواء لو كان بأيديهم لحبسوه! حتى لا تعود الحكومة أو حتى نرضخ، عادت ولم نرضخ.
نوت الحكومة ورئيسها العودة مرة أخرى إلى عدن في سبتمبر فأشعلوا عدن حرائق وتخريبا، ولكنها عادت.
نوت الحكومة استقبال المبعوث الأممي إلى عدن ففجروا كريتر عدن (عاصمة العاصمة) في حرب شوارع إجرامية عبثية، ولكنه وصل.
عقدت الحكومة أول اجتماع لها بعد العودة الثانية يوم أمس السبت ففجروا اليوم أحد أنبل وزرائها وزير عدن الرجل الخدوم الودود سالم السقطري ومحافظ عدن رجل الدولة والحكمة والاتزان أحمد لملس، ولكن الله سلم.
في كل الحالات سقط الشهداء والجرحى وفجعت وأرهبت وأرعبت عدن وسكانها الآمنين المسالمين.
كانوا يقولون إن هذه الحكومة لن تنجح وستفشل ولن تستمر، ومع هذا يا ترى لماذا كل هذا الرعب من تواجدها في عدن؟
تواجدت الحكومة في سيئون ولم يحدث شيء، وفي المكلا ولم يحدث شيء، وفي شبوة ولم يحدث شيء، أما في عدن فكل شيء مباح بلا حدود ولا رحمة.
وافقنا على المشاركة في الحكومة عن قناعة مراعين مصلحة الجميع والمصلحة العليا لشعبنا في الجنوب كوسيلة لتوحيد القوى المناهضة للانقلاب الحوثي ولبناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية التي تضمن الأمن والاستقرار والتنمية في الجنوب والتصدي للانقلاب الحوثي في الشمال والتوسع الإيراني في المنطقة.
مارسنا أعلى درجات ضبط النفس والحكمة وصبرنا على تجريح وقدح ذوي القربى من أبناء شعبنا وهم محقون من منطلق أن حجم المعاناة والألم والقهر الذي مورس عليهم يفوق قدرة تحمل بني البشر ثم يأتي من يطلب منهم أن يتحملوا أكثر ويصبروا أكثر!
تحملنا بنوايا صادقة وعزم وإصرار أن سلوك طريق العمل السياسي والسلام للوصول إلى غايات وأهداف وحقوق شعبنا بأقل خسائر وتضحيات ممكنة أمر يستحق منا الصبر والجلد فلم نكن في أي يوم من الأيام دعاة حرب أو دمار أو تجبر أو غزو أو ضم وإلحاق أو استيطان، نحن فقط دعاة حق ولا نرغب في الحصول على حقنا لا على حساب إخوتنا في الشمال أو الإقليم أو المساس بمصالح العالم.
نحن في أشد حالات الغضب، أيها الاشقاء، نحن لم ندلس ولم نكذب عليكم منذ أول يوم قاتلنا فيه وقاتلتم فيه معنا، رفعنا علم الجنوب واستشهد وجرح خيرة أبنائنا تحت ظله. سمينا بالمقاومة الجنوبية وحررنا أرضنا بثمن باهض ولن نقبل أن نحتل مرة اخرى. قبلنا أن تحل قضيتنا فوق طاولة المفاوضات لتجنب سفك المزيد من الدماء فلماذا لا نُدعم؟ ألسنا شركاء وأنتم حلفاء؟
نحن في غاية الغضب، وغضبنا يزيدنا إصرارا وعزيمة وقوة وإرادة، لن نكسر ولن نهزم.