نجيب غلاب يكتب:

الأمن القومي العربي ومخاطر التدخل التركي الإيراني

الأحقاد والكراهية والصراعات العبثية والعدمية في المجال العام انتشرت بفعل تنامي دور أحزاب الإسلام السياسي.
‏الأمر طبيعي نتيجة الولاء المطلق للحزب والعمل كمعسكر لإدارة حرب ضد الجميع، وبأي ممكن متاح طالما تقوي الحزب الديني ومصالح قياداته وأعضائه.

‏الإسلام السياسي وصل في السودان إلى فشل ذريع، ونموذج حماس تحييه ضرورات، وكذلك انتهى في مصر في أقل من سنة.
‏والحوثية أبشع أنواع توظيف الدين في السياسة وسقوطها بداية لسلسلة قادمة تنهي دور وكلاء إيران، ‏وسقوط خمينية إيران خيار شعبي وموجات التحرر من قمقم الإسلام السياسي خيار شعبي ولن تتوقف.

‏التفسيرات التي قدمها الإسلام السياسي للصراع بكافة تشكيلاته، لم تكن الدولة الوطنية مركزية في ذهنيتهم ولا المشروع العربي مرتكزاً في لب أيديولوجيتهم.
‏وبالأخير وجدنا أنفسنا أمام وكلاء، إما مع إيران أو تركيا أو مسارات تعقد صفقات مع الغرب والشرق من أجل تنظيماتهم المغلقة!! لذلك فإن ‏الثورة ضدهم وطن.

واليوم ‏يواجه العرب تحديات قاتلة بفعل الأدوات التابعة للأتراك ولإيران وفي القلب منها القومية الفارسية.

فقد ‏شكل التشيع الصفوي انشقاقاً لتخريب الإسلام من داخله وتخليق إسلام فارسي باسم الآل.
‏والأتراك يسعون مع الاوردغانية العلمانية إلى تتريك الإسلام وتأسيس نموذج تركي جشع مائع.. الأمر الذي جعل ‏معركتنا معهم معقدة.

ف‏بينما تقدس تركيا الاوردغانية المصلحة والنفوذ باسم الإسلامويات لاختراق مجالنا العربي واستتباعه بالإسلاموي لتتريك الإسلام.. ‏تتحرك إيران كنموذج ثيوقراطي أبشع وأقبح من كنائس القرون الوسطى في أوروبا.

نموذج تركيا الإسلاموي لا علاقة له بالنموذج العربي.. حيث ‏يتم توظيف شبكات الإسلاموية لخدمة تركيا أولاً وأخيراً وهو نموذج علماني قح ويحاول اردوغان تحويل العلمانية إلى شعبوية قومية لابسة قناع الإسلام السياسي كانتهازي ‏وشبكات الإسلام السياسي العربي أدوات وظيفية لتتريك الإسلام وكمان العرب.

أما إيران الخمينية فتوظف فارس كعبيد باسم الآل لإنتاج إرهاب قاتل لإيران والعرب وأمن العالم.

‏ملف اليمن نموذج لمخاطر تهديدات التدخل الإيراني وكيف يتم استغلال إسرائيل ومحاربتها وفكرة المقاومة لتدمير أوطاننا وإسرائيل تنعم بالأمن والرخاء والسلام.

‏اليمن لدى إيران مهم لتوسيع حركة تأثيرها في القوس البحري الممتد من الكويت إلى السويس؛ ‏والحوثية وكيلها ومعسكرها ويعمل ضد مصالح بلادنا.

لذلك فإن ‏المعركة الوطنية على مستوى الدول وشعوبها وأبعادها العربية لابد أن تركز على:
‏-مواجهة التحديات التركية والإيرانية والتي يفرضها وكلاء خونة للدول والشعوب.
‏-التركيز على التنموية الوطنية وكافة متطلباتها بما يستجيب لحاجتنا.
‏-التواصل الحر مع العالم من منظور إنساني محض والاعتزاز بالهوية.