د.عيدروس النقيب يكتب:
هل يخطط الحوثيون فعلاً لإسقاط قاعدة العند؟
تشهد جبهات التماس مع الجماعات الحوثية في مناطق الضالع ويافع والمسيمير تحشيدات واحتكاكات، بل ومجابهات مباشرة بين المقاومة الجنوبية وقواتها الأمنية ومجاميع الحركة الحوثية راح فيها شهداء وجرحى من المدنيين والمقاومين الجنوبيين وقتلى وأسرى من الحوثيين، ويقابل هذا هدوء تام في جبهات مأرب وحجة والحديدة وصرواح وكل مكان تتواجد فيه قوات الشرعية التي يديرها الجنرالان علي محسن والمقدشي مما يطرح أسئلة جادة وحرجة عن مدى العداء الفعلي بين تلك القيادات وقواتها وبين والجماعة الانقلابية من عدمه.
التكهنات والتحليلات والتسريبات تقول أن الجماعة الحوثية تخطط لاستدراج المقاومة والقوى الأمنية الجنوبية إلى تلك الجبهات ليتسنى لها استعادة السيطرة على قاعدة العند الاستراتيجية من خلال تحريك خلاياها النائمة واليقظة التي تسللت إلى عدن وبقية مدن الجنوب بمئات الآلاف تارة تحت مظلة النازحين وتارة أخرى تحت اسم الباحثين عن العمل والباعة المتجولين، وتلك التجربة ما تزال طرية في الأذهان، ففي العام 2015م تحول الآلاف من الباعة المتجولين والمتسولين والمجانيين إلى قناصة، ارتكبوا أبشع الجرائم في حق المدنيين وساهموا بقوة في تدمير عدن وبقية المدن المجاورة.
لست من المولعين يتصديق الترويجات والتسريبات التي قد تخفي وراءها عشرات الاحتمالات بينها الادعاء والاستعراض والحرب النفسية، فيقيني أن درس 2015م الذي تلقنه الانقلابيون وكانوا ما يزالون في أوج زهوهم وفي كامل عدتهم وعتادهم وفي ذروة تحالفهم ما يزال طريا في وعيهم وعقلهم الباطن والظاهر، لكن الحذر ينبغي أن يظل حاضرا ليس من وصول الحوثيين ومن ينصرهم أو يسكت عن أفعالهم إلى قاعدة العند، لكن من العابثين الذين ما يزالون يواصلون رسالتهم القذرة في العبث بالأمن وإقلاق الحياة المدنية وإشغال أجهزة الأمن والدفاع عن القيام بواجبها في محاولة تطبيع الحياة المدنية واقتلاع الجريمة وإعادة العافية إلى عدن وجاراتها.
إذا ما فكر الحوثيون ومن يقف وراءهم في العودة إلى أي منطقة جنوبية ومنها قاعدة العند، فعليهم أي يعدوا ما يكفي من النعوش والأكفان لمن سيكلفونهم بهذه المهمة، فالشعب الذي هزمهم وهم في موقع المنتصر سيعيد تلقينهم الدرس أقوى ,اشد بعد ما جرى من انقلاب عاصف في توازن القوى في غير صالحهم بكل تأكيد، لكن السؤال الموجه إلى أنصار الشرعية وجحافلهم العسكرية ومؤسساتهم الإعلامية التي يصمون من خلالها آذان الناس بالتباكي على الأمن والاستقرار في عدن كلما حدثت حادثة سرقة أو جريمة اعتداء: هل يعنيكم ما يدور في مديريات العود وقعطبة والازارق وماوية والمسيمير وذي ناعم وآل حميقان؟ وهل تهمكم الأرواح التي تزهق والدماء التي تسيل والمنازل التي تهدم فوق سكانها؟ أم أنها أمور تجري في بلدان لا تعنيكم ولا يهمكم شأنها؟؟