قضية للنقاش

المعلمون الرسل.. لماذا يتقاعسون؟

جميعنا يعلم أن المعلمين هم بمثابة الرسل الذين يوصلون لنا رسائلهم العلمية كي نستفيد منها ونطبقها في واقعنا لنرتقي بأنفسنا ومجتمعنا , لكن هل يجوز لنا أن نقف لمعلم لا يؤدي رسالته على أكمل وجه أو يؤديها ناقصة لا ليبري ذمته بل لينهي المقرر العلمي فقط(المنهج) , وما بالنا إذا كان هذا المعلم دكتورا في الجامعة...الجامعة التي تحوي شباب المستقبل الذي يجب ان يحضوا بتحصيل علمي كبير وتأهيل معنوي عالي.
فنجد العديد من دكاترة الجامعة يمتازون بالدكتاتورية في التعامل مع الطلاب , فيكتفي فقط بقراءة المنهج المقرر كما هو دون اضافة خبرته والمعلومات التي يمتلكها المتعلقة بالمنهج الذي قد نجده جاف غير مفهوم وبالتالي يصعب تقبله والاجتهاد فيه وقد يؤدي هذا الى رسوب عدد كبير من طلاب القاعة والسبب معروف.
أو قد تجد بعض الدكاترة لا يقدمون حتى المنهج المقرر فيكتفون بلمحة مختصرة عن مواضيعه في كل محاضرة بحجة ان طلاب الجامعة عليهم البحث لفهم هذه المواضيع وانهم الان في مستوى يسمح لهم لفهم كل ما يتلقونه حتى لو لم يتم توضيحه... وهذا اكبر خطا يقع فيه المعلم ، لان العلم ليس له مستوى معين فقد نجد العديد من خريجي الجامعات ذوي عقول فارغة أو مليئة بالمعلومات لكن غير مفهومة... ويصبح المعلم الشماعة التي يعلق عليها الخريجين اخطائهم بسبب تقصيره في ملئ عقولهم بالعلم والمعرفة المطلوبة.
وقد نجد الكثير من دكاترة الجامعات يجعلون من موادهم الصعبة والجافة اداة لاستغلال الطلاب او جذب الجنس اللطيف على وجه التحديد فقد يصل الأمر الى نشوء علاقات قوية بين الدكتور والطالبات ظنا منهن انهن سينجحن في مادته او الحصول على اعلى الدرجات دون مذاكرة وتعب مع انهن بما فعلوه تخلو عن اهم الاشياء وهي الكرامة واحترام الزملاء لهن.
فأتعجب من فتيات يضحكن عند حصولهن على درجات لا يستحقونها في بعض المواد مع انه من المفترض ان يبكين على ما دفعوه مقابل ذلك.
حقيقة قد اصبحنا نعيش في زمن عجيب فبعد أن كان المعلم رمزا للوقار والهيبة اصبح كالأرجوز يقدم عروض ليكسب اعجاب الجماهير... اقصد الطلاب.
اوجه رسالة الى كل معلم او دكتور في مختلف المراحل الدراسية لأن السلاح الذي بين يديه هو العلم وعنيت كلمة سلاح لأنه ذو حدين فقد يستخدم في خدمة الطلاب وقد يستخدم في تدميرهم , فبلعم ترقى الشعوب وهو بمثابة حلقة الوصل بين المعلم وتلاميذه فعليكم ايها المعلمون تؤدوا رسالتكم العلمية بالوجه الصحيح حتى نقف اجلال وتعظيما لكم.

مقالات سابقة