عباس البخاتي يكتب لـ(اليوم الثامن):

العراق: دعوا النائبة فإنها مغرورة

لا عجب في ما قالته النائبة هيفاء وهبي..عفوا هيفاء الأمين، بل العجب من ردة الفعل التي تعرضت لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب إدلاءها بتصريحات اعتبرها  البعض  إساءة بحق أبناء الجنوب! 
ماذا ينتظر المعترضون على تلك التصريحات من نائبة معلومة التوجه لدى ناخبيها فضلا عن غيرهم؟
ألم يكن جمهورها على دراية بأحوالها وأفكارها ؟ومع ذلك أصروا على انتخابها لا لسواد عينيها _كلا وقسما بتأوهات رنين البصري (كونهما تنحدران من نفس الفكر ) وإنما كان طاعة لمولاهم الذي كان يرى أنه لا حل لمشاكل البلد إلا بامتزاج عرق الكادحين من جمهوره مع عرق  الراقصات اللاتي يغرين بهز أردافهن دعاة الانحلال والميوعة..
لا نعلم الوسيلة  التي من خلالها تمكن المتحررون الجدد من اختراق كيان عقائدي طالما وصفوه هم بالرجعية والتخلف!
هل لعاقل نسيان إعتراضهم على لجنة الأمر بالمعروف التي تدخلت لمنع إقامة حفلة في إحدى حدائق بغداد والتي كانت برعاية مكتب حليفهم العقائدي آنذاك؟
ربما نحن على أعتاب مرحلة تطور وانتقال من الرجعية إلى التقدمية التي لا يعتبر بلوغها بالأمر العسير،  حيث أن أبرز ملامح  التقدمية حسب الفهم المشترك بين الشيوعي وغيره من دعاتها هو أن يبادر الشخص إلى فتح سحاب بنطاله والتبول وقوفا عكس الرجعية التي انهكت جمهورها بالبحث عن الغيطان والزمتهم بإجراء الخرطات التسع وفرضت قيودا أقل ما يقال عنها أنها تحد من حرية الشخص كاشتراطها عدم استقبال القبلة أو استدبارها! 
لا غرابة في كل ما حصل فالأسس الباطلة تنتج بناءات باطلة كرائحة بارود العبوة التي يلقيها "صنمي" هنا أو "قافل" هناك على باب دار مواطن معترض على أداء معين من سلوكيات الأحزاب المتصدرة للمشهد. 
كم يتمنى كثير من أفراد المجتمع لو أن أحدهم يحمل الجنسية البحرينية كي يهنأ بعطر الورود التي قدمت لهم من ( بعض ) أبناء الشعب العراقي الشقيق على خلفية تصريحات وزير الخارجية التي طالت رمزا سياسيا حاول ان يتدخل في شأن بعض دول المنطقة ضنا منه أن المسألة  "لعب أطفال" الغريب في الأمر أنه قبل فترة انتقد تدخل بعض السياسيين في شأن داخلي لدولة ما !
ماحدث في الأيام الأخيرة يعيد الذاكرة إلى الأيام التي سبقت اندلاع عاصفة الصحراء التي شنها حلفاء واشنطن على نظام صدام بغية إخراجه من الكويت وهذا ما تم فعلا إلا أن الغريب هو اشتراط النظام مقابل خروج قواته من تلك الدولة على المجتمع الدولي انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة في فلسطين دون قيد او شرط يضاف إلى ذلك انسحابها من مرتفعات الجولان السوري المحتل كذلك مغادرة القوات الأمريكية وحلفائها شبه الجزيرة العربية ولا نعلم لماذا تغافل صدام عن إعادة الحكم الإسلامي إلى الأندلس؟
تلك المناورة الفارغة جعلت من صدام بطلا قوميا يحظى بتأييد أغلب الحركات والأحزاب التحررية الأمر الذي القى بظلاله على ترسيخ فكرة صدام القومية التي قاومت الغزو الصليبي مما جعل الإعلام الجديد يقف عاجزا عن إقناع الرأي العام العربي في دكتاتورية صدام وبطشه بأبناء شعبه. 
نفس المغزى يعاد لكن بطريقة اخرى وهي استبدال الزعيم القومي العربي بمشروع ولاية عامة لأمر المسلمين مبنية على خيالات نرجسية قائمة على قناعات شخصية تسير بالبلد نحو المجهول.