حسين داعي الإسلام يكتب:
خامنئي؛ طريق مسدود، عاجز و تفاقم للأزمة الداخلية
في يوم الأربعاء، 21 مايو أدلى خامنئي بخطاب أمام مجموعة من جلاوزته في الجامعات، وذكر بنقاط تعكس الوضع الداخلي للنظام.
إن مفتاح فهم تصريحات قادة النظام هذه الأيام، بما في ذلك خامنئي وروحاني ورئيسي، وكذلك أفعال النظام، هو اهتمامهم القوي بالظروف الفائقة الحرجة للنظام في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية في المنطقة.
الظروف التي جعلت قوات النظام خائفة ومذعورة وصعدت من وتيرة تساقط وانهيارعناصر النظام في هرم السلطة ويرى النظام الآن نفسه محاصرًا بين الجماهير المحرومة والناقمة وكذلك الأسئلة والشكوك المثارة من قبل قواته المذعورة. أصبح موقف خامنئي ضعيفًا بشدة لدرجة أنهم يخدشون ولاية الفقيه علانية في وسائل الإعلام الحكومية ويلقون بظلال من الشك على الأخطاء الإستراتيجية لخامنئي ويثيرون ضرورة تناوب الولي الفقيه والحد من فترة ولايته.
في مثل هذه الحالة، يضطر خامنئي أن يأتي ويدافع عن نفسه ويلقي اللوم في مجال إخفاقات النظام وفضائحه، على عاتق الآخرين بما في ذلك حكومة روحاني التي هي في متناول اليد. وفي هذا الصدد، شن خامنئي أكثر الهجمات على روحاني.
إحدى الطرق الملتوية والمدلسة التي يستخدمها خامنئي هي إسناد كلمته إلى فلان وفلان، فقد عبر خامنئي يوم أمس عن كلامه ضد روحاني وحكومته على لسان ما يسمى الطلاب، وهؤلاء لم يتورعوا عن استخدام كلمات الإهانة والتحقير ضد روحاني.
كان من الواضح تمامًا أن كل التصريحات والمشاهد في اجتماع الأربعاء لخامنئي وجلاوزته تم التخطيط لها مسبقًا، وسبق وأن أصبح مكشوفًا أن كل شيء يتم الإدلاء به أو قرائته أمام خامنئي، يتم الرقابة والتدقيق من قِبل موظفيه بدقة ويتم تصحيحه، ولا يمكن لأحد أن يتكلم بكلماته الخاصة. لذلك، جاء جلاوزة خامنئي وتحدثوا عن كل ما أراد منهم خامنئي لإلقاء اللوم على روحاني وحكومته، ثم رد خامنئي لدى الإجابة على الطلاب على كل التصريحات والادعاءات التي كان روحاني قد أدلى بها في خطبه الأخيرة.
وأجاب خامنئي في رده على أحد ما يسمى الطالب الذي تساءل «يقال إن إقرار الاتفاق النووي جاء من قبلكم» قائلا: «أنتم بالطبع تتمتّعون بالذكاء ولديكم أعين ترون بها وتدركون الأمور كلّها. من الواضح في تلك الرسالة التي وجّهتها للمسؤولين بشأن الاتفاق النووي شروط الموافقة عليه. لقد ذكرت في تلك الرسالة شروط للموافقة على الاتفاق النووي...
بالطبع، إذا لم يتم تطبيق هذه الشروط والخصائص وتطبيقها، فإنه ليس من واجب القيادة أن يتدخل ويقول إنه لا ينبغي تنفيذ الاتفاق النووي»..
من الواضح أن خامنئي يكذب حول هذا الموضوع، لأنه أكد مرارًا وتكرارًا وأعلن موافقته على المفاوضات وأقر وأثنى على فريق التفاوض بصفات وعبارات مثل أمناء ومتدينين، إلخ. وأكد أن التفاوض جرى بإذنه الخاص وموافقته.
وبخصوص تصريح روحاني الذي طرح في خطبه الأخيرة، وجود عيوب في هيكل النظام وضرورة مراجعة الدستور، أكد خامنئي وعلى شكل إجابة على أحد الطلاب الذي تساءل «هل أنّ الإشكالات والنواقص الحاليّة في البلاد ناشئة من وجود مشكلة في البنية أو ضعف لدى المسؤولين» قائلاً: بنية الدستور بنية جيّدة ولا تشوبها المشاكل، وطبعًا هناك مجال لتكملة النواقص، ولكن المسؤولين لديهم نواقص وقصور وعجز ومزاجات مختلفة تسفر عنها هذه النواقص». أي ألقى اللوم على عاتق روحاني.
توضح كلمات خامنئي بوضوح أن المشهد الرئيسي للصراع في النظام الإيراني ، ليس الحرب الأجنبية، وعلى سبيل المثال، الحرب مع الولايات المتحدة!
المشهد الرئيسي للصراع في الداخل هو مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية! الحرب التي يدفع شلل النظام وعجزه عن تقديم رؤية واضحة للمشاكل وآثار هزيمته الاستراتيجية في هذه الحرب، إلى إشعال الصراع داخل النظام.
لهذا السبب، يضطر خامنئي، الذي يتلقى الضربات الآن من كل الجوانب، إلى الدفاع عن موقفه وموقعه وكرسيه بكل قوة، بينما يعلم أن خصمه يرد عليه على الفور. والنتيجة هي تصاعد الأزمة الداخلية لنظامه.
إن اللجوء إلى القمع والتجسس وممارسة الإرهاب من جديد هما السبيلان الوحيدان اللذان يعرف بهما هذا النظام ومرتزقته ولديهم الخبرة في ذلك، لكن من المستبعد أن تكون هذه الأعمال التي يجري تنفيذها في الوقت الحاضر، أن يكون لها أثر أكثر من «السم» له ولنظامه، إلا الإسراع في عملية الإطاحة به.
عضو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية