استمرا للانتصار الجنوبي الكبير

تلك هي شبوة الحقيقية

شكلت الانتصارت الحاسمة التي تحققت في جبهتي بيحان وعسيلان في محافظة شبوة ضد مليشيات الغزو والانقلاب نقلة نوعية في تغيير ميزان القوى لصد هذه الجماعة الانقلابية السلالية المهووسة بأحقية استعباد خلق الله تحت مزاعم الانتماء السلالي والتفوق العرقي والحق الإلهي.

ليست شبوة هي أولائك النفر الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين ممن قرروا خدمة الغزاة والانحياز إلى معسكر الباطل وبيع التاريخ المشرق لشبوة مقابل بعض الفتات من مائدتي عفاش والحوثي، فهؤلاء لا يمثلون إلا الاستثناء في القاعدة الصارمة لكتاب تاريخ شبوة بكل أطيافها السياسية والديمغرافية والجغرفية وما يمتلئ به هذا الكتاب من لحظات مشرقة في مواجهة الظلم والاستبداد والانتصار للحق والحقيقة.

منذ صول الغزاة الجدد  إلى جبهة بيحان وعسيلان ونجاحهم بتواطؤ بعض بائعي المواقف وتجار السياسة في تحقيق بعض التقدم في السيطرة على بعض المساحات، لم تتوقف المقاومة الشبوانية يوما واحدا ولا ساعة واحدة ولا حتى لحظة واحدة بل ظل أبناء شبوة يصوبون سلاحهم صوب مواقع الغزاة الذين ظنوا أن التاريخ قد توقف هناك وأنهم قد أصبحوا أسيادا على من لا سيد عليهم إلا الله وحده.

لقد مرت لحظات عصيبة من تاريخ المواجهة في جبهة بيحان وعسيلان وغيرها من المواقع الشبوانية التي لم يصمت أبناؤها للحظة وهم يتحدون التفوق العددي والتقني لجحافل الغزاة، كانت تلك اللحظات قد حملت قدرا من الإحباط  واليأس للعديد من المتابعين المتعاطفين مع أبناء شبوة، وقد اعتقد آخرون ومنهم من اعتقدوا أنهم قد سلموا شبوة لعفاش والحوثي، بأن وجود خمسة أو عشرة أو حتى أكثر من المحسوبين على شبوة ممن خذلوا هذه المحافظة الأبية وأهلها، ظنوا بأن هزيمة المشروع السلالي العائلي في شبوة مستحيلٌ، لكن التاريخ برهن خيبة أمل هؤلاء وفشل حساباتهم وجوفائية أوهامهم، مثلما برهن أن أهل شبوة ليسوا أقل أهلية للذود عن كرامتهم ووطنهم وأحلام أبنائهم وأحفادهم المستقبلية وجاء النصر الساحق على مليشات الغزاة ليؤكد أنهم جزء من الجنوب المقاوم الرافض أن يخضع للطغاة والغزاة والمستبدين  والمتطلع إلى الحرية والحياة الكريمة والسيادة والسؤدد.

انتصار شبوة هو استمرار للانتصار الجنوبي الكبير وجزء منه، وهو يجب أن يصب في مصلحة التلطعات المشروعة لكل الجنوبيين في بناء دولتهم المدنية  المتسعة لكل أبنائها بمختلف مشاربهم الفكرية وأطيافهم السياسية وانتماءاتهم الجغرافية والديمغرافية . . .فتحية لأبناء شبوة الأحرار والمجد والخلود لشهدائها وكل شهداء المقاومة والسلامة والشفاء لجرحاها.

والخزي والعار لبائعي ضمائرهم والمتاجرين بمواقفهم السياسية والأخلاقية.