غطاء عورة الشرعيين والثورجيين
سقوط ورقة التوت
الدولة منظومة متكاملة ، وهذه المنظومة لن تقوم إلا من خلال تكاتف القوى السياسية الحية والفاعلة على الأرض بكل أطيافها ومشاربها دون استثناء ، من خلال الإلتفاف حول مشروع وطني جامع ولو مرحليا ، يقوم الجميع بصياغته ، وتنفيذه ، والإشراف عليه ، أما مشاريع التدثر بالشعارات المقدسة ، والقضايا الوطنية الكبرى فقد انتهت صلاحيتهما ، ولن يغن عنهما من السقوط المدوي شيئا .
فنجاح الشرعيين في تحويل الشرعية إلى كائن مقدس كقداسة بقرة الهندوس ، ونجاح الثورجيين في التدثر بقضية وطنية كبرى ، تهتف باسم وطن ، وتجني المكاسب منطقة ، لم يعدا قابلان للحياة .
سيسقط الفريقان في وقت واحد ، فشدة الشبه بين الفريقين جعل منهما كالشيئ الواحد ، فسماتهما العقلية ، والتنظيمية ، والعملية واحدة ، الاختلاف الوحيد بينهما يكمن فقط في الذات المقدسة التي أتخذها كل فريق ، فالشرعيون أتخذوا ذاتا معنوية ، والثورجيين أتخذوا ذوات بشرية ، يمنع الأقتراب منها بنقد أو نصيحة .
أنتهت بضاعة الفريقين ، ونفذ مخزونها ، بعد أن أسقط عامل الزمن ورقة التوت التي تغطي عورة الشرعيين والثورجيين .
فتشابه أسلوب الفريقين ؛ أدى إلى تكرار نفس المنتج ، فساد ، مناطقية ، أسلوب بدائي فوضوي في إدارة الدولة .
فاستحقت مرحلة حكمهما لقب أسوى مرحلة شهدتها عدن ، والجنوب في العصر الحديث .