سعيد عبدالله بكران يكتب:
الجنوب والإمارات ومذكرات مؤسس تنظيم الإخوان
نعيد نشر هذا الجزء الهام من مذكرات مؤسس حزب الاصلاح الشيخ عبدالله الاحمر خلال لقاءه بحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله خلال حرب 1994م:
((زيارتي للإمارات كانت في الأيام الأخيرة للحرب بعد ما بدأت وسائل الإعلام في الإمارات تسمي البيض فخامة الرئيس دون اعتراف رسمي،
وكان ذلك من الأشياء التي احتججنا عليها وطرحناها لهم في الزيارة التي قابلنا فيها الشيخ زايد، وقد أوضحنا لهم
أولاً: أن هؤلاء تمردوا واختلقوا أزمة سببت وألحقت بالشعب أضراراً ومتاعب كبيرة، وتعطل كل شيء وقدمنا لهم تنازلات كثيرةواستجبنا لمطالبهم،
وأخيراً أملوا علينا وثيقة فيها كل ما يريدون وقبلناها واشترطوا ألا توقع إلا في عمّان، وذهبنا إلي عمّان، ومن عمّان يذهبون إلي الرياض وسلطنة عمان والإمارات والكويت وانتم تستقبلونهم كأنهم دولة وهم متمردون؟
ثانياً: أن موقفكم هذا الذي أصبح واضحاً ما كنا ننتظره أو نتوقعه منكم فهم أعداؤكم قبل أن يكونوا أعداءنا، وهم حزب شيوعي، ثم إن الوحدة قد تمت واعترفتم بها وباركتموها فتمردوا على الشرعية وأعلنوا الانفصال وانتم مؤيدون لهم.
كان موقف الشيخ زايد واضحاً في دعم الاشتراكي فكان طرحنا له صريحاً وواضحاً وقوياً، وإجابته لنا كانت أكثر وضوحاًوصراحة وتعصباً بشكل فظيع ما كنا نتصوره. قال:
أولاً: حكاية شيوعية ما عادوا شيوعيين.
وثانياً: الوحدة لا تفرض بالقوة والحرب.
وثالثاً: لجوؤهم إلينا وانفتاحنا عليهم لأنهم أضعف منكم وانتم تجبرتم واعتديتم عليهم
، فاشتد بنا النقاش إلي أن بلغ حد ارتفاع الأصوات وكان معي الأستاذ عبد الوهاب الآنسي نائب رئيس الوزراء في حينه وبعض المشائخ من الإمارات أسكتونا وانتقلوا إلي مكان آخر،
وبقيت أنا والشيخ زايد كل واحد متسمر في كرسيه لا يكلم الآخر ولا ينظر إليه
. وعادوا إلينا برأي أن تنفض الجلسة ويجتمع نائب رئيس الوزراء عبد الوهاب الآنسي مع الشيخ فلان والشيخ فلان،وخرجنا دون الوصول إلي شيء،
والشيخ زايد مصمم علي أنه لا بد أن نوقف الحرب.
قلت: الحرب مقدسة بالنسبة للوحدة، والوحدة تستاهل الدماء
قال: تريدون سفك الدماء والوحدة ليست بالقوة.
قلت: نعم الوحدة تستحق التضحية ونحن مستعدون لبذل المزيد من التضحيات من أجلها،
والوحدة ليست بالقوة فهي وحدة شعب واحد إنما الانفصال هو الذي يريد أن يفرض بالقوة وانتهت الزيارة بهذا الشكل دون الوصول إلي أي نتيجة.
سعيد عبدالله