حسين داعي الإسلام يكتب لـ(اليوم الثامن):
حارسو الفساد في إيران
يقوم خامنئي بتنفيذ الفساد الاقتصادي الواسع للنظام الإيراني في نهب ثروات الشعب وسوء استخدام ثروات البلاد والإيرادات النفطية من أجل دعم الإرهاب ونشر الحروب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من خلال أداته المتمثلة في قوات الحرس.
في هذا التقرير القصير للمقاومة الإيرانية سنشير لزاوية صغيرة من هذا الفساد:
لقد تم نشر العديد من الكشوفات المتعلقة بدور قوات الحرس في الفساد المنهجي الذي يجري على قدم وساق في حكومة ولاية الفقيه.
لقد أطلق خامنئي ذراعه الأساسية أي قوات الحرس القمعية في جميع المشاريع الاقتصادية لنهب أموال وثروات الشعب الإيراني وقدم لها دعما اقتصاديا كبيرا من أجل المضي قدما في خطة القمع في الداخل وتصدير الإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى.
إن تورط قوات الحرس في عمليات النهب لبلدية طهران والفساد الهائل فيها من قبل عمدتها في ذاك الوقت أي الحرسي قاليباف و نائبه عيسى شريفي، تتداول اليوم على الألسن وتبين أن قوات الحرس قد هيمنت بشكل كامل على البلدية التي تعتبر مؤسسة مدينة واجتماعية ومتعلقة بالمدينة.
وسابقا كان شخص يدعى رحمت الله حافظي عضو سابق في مجلس مدينة طهران قد كشف بأن هناك عصابات و(مجموعات مختلفة) في البلدية وهناك مجموعات قدموا للبلدية من قوات الشرطة، وعلى الرغم من أن بقية العصابات متفرقة وغير منسجمة ولكن المجموعات التي قدمت من قوات الشرطة في مجموعات منسجمة بشكل كامل ومثيرة للاهتمام. ( الموقع الحكومي انصاف نيوز ٦ أبريل ٢٠١٨).
أي أنهم أعلنوا بصراحة أن قوات الحرس قد نظمت قوات الشرطة القمعية بشكل واسع وبشكل ممنهج وأدخلتها داخل أروقة البلديات وأحكمت سيطرتها هناك مثل العديد من مؤسسات البلاد مثل مؤسسة شهيد ومستضعفان ولجنة الإغاثة والامداد... وغيرها.
فساد الحرسي قاليباف
بسبب توسع الفساد والنهب في هذا النظام لا يوجد مصدر موثق لتحديد المعدل الحقيقي لفساد البلدية في عهد قاليباف. فقط بمراجعة الصحافة الحكومية يمكن الاستنتاج أن أحد مجالات فساد قاليباف وقوات الحرس في البلدية كان وضع عدة آلاف مليارات من الأملاك والعقارات والأراضي والبيوت بملكية مديري البلدية ومجلس مدينة طهران والعديد من العناصر الحكومية وحتى العسكريين والقضائيين. وحول الحجم الحقيقي لهذه الأملاك لا توجد تقارير متوفرة ولكن وكالة أنباء ايلنا الحكومية نقلت في ٢١ أبريل ٢٠١٨ عن أحد العملاء الحكوميين في البلدية ويدعى ميرلوحي قوله:
"وفقا للتقارير القادمة فقد تم وضع أكثر من ٦٧٠ عقار بملكية أشخاص خاصين في الإدارة السابقة للمدينة". وطبعا كلمة "أشخاص خاصين" لا تعني أبدا أحد الشرائح المحرومة والمستضعفة بل هم عملاء النظام حصرا ومن جهة أخرى فإن قيمة كل عقار تتجاوز مليارات التومانات. والدليل على ذلك أيضا هو تصريحات اسحاق جهانغيري نائب الملا روحاني الذي قال مرة خلال صراع العصابات مخاطبا قاليباف: "ماذا فعلتم بأملاك الشعب؟ فرطتم بألفين و ٢٠٠ مليار تومان من أموال الشعب. فرطتم ببنايات وشقق تصل قيمتها لملياري تومان بـ ٢٠٠ مليون تومان".
فساد الحرسي عيسى شريفي
الحرسي عيسى شريفي كان نائبا لقاليباف لمدة ١٢ عاما. و هو أحد قادة القوات الجوية التابعة لقوات الحرس اللاشعبية خلال فترة الحرب الإيرانية العراقية وصحافة النظام نفسها كانت تناديه باسم " عميد قوات الحرس". وقيل أنه بالإضافة إلى احتلاله منصب نائب رئيس قسم شؤون المناطق في البلدية، اسمه كان إلى جانب قاليباف في قضية سرقة العقارات الفلكية.
إن اتهام هذا الحرسي الذي يقبع في السجن منذ شهر سبتمبر ٢٠١٧ لم يتم تحديده حتى الآن، وليس من المعلوم أن حصة أي حرسي أو ملا لم يقدمها له حتى انتهى الأمر به في السجن وليس معلوما أساسا ماذا يوجد خلف الستار. الخبر الوحيد الذي تم نشره عن هذه الاتهامات أن أبعاد قضيته وصلت ل ١٠ ألف مليار تومان.
الموقع الحكومي انصاف كتب في ٦ ديسمبر ٢٠١٨: "هذه هي واحدة من عجائب العصر. السيد عيسى شريفي الشخص الثاني في بلدية طهران والذي عمل فيها لمدة ١٢ عاما يتعرض للتحقيق والاستجواب والاعتقال مدة طويلة ولا يتم تقديم أي حيثيات عن قصيته والاتهامات الموجهة له أو أي معلومات عنها لأعضاء مجلس مدينة طهران. وحتى لا يتم توضيح ما يحدث للرأي العام".
وحدة "الف مليار" لقياس فساد البلدية:
وفقا لصفائي فراهاني أحد المسؤولين الحكوميين، فإن وحدة الفساد في هذا النظام الإجرامي تجاوزت أكثر من مليار تومان وأصبح ١٠٠٠ مليار للفساد أمرا عاديا.( موقع اقتصاد نيوز الحكومي ٢٩ مايو ٢٠١٩).
إن اتهام الفساد بحق نائب قاليباف (عيسى شريفي) وصل لاختلاسه ١٠ ألف مليار تومان. وفساد الياس قاليباف ابن قاليباف الذي كان يدير العديد من القضايا والنشاطات التجارية في داخل وخارج البلاد وصل لأكثر من ١.٢ ألف مليار. وطبعا تعلم درسه جيدا من أبيه وكان يصول ويجول بدون أية مشاكل مع مراعاته حق بقية الحرسيين الآخرين. ولم يكن يكترث لأي أحد.
واعترف عضو آخر من أعضاء مجلس مدينة طهران وهو مجيد فراهاني بأنه حدثت عمليات فساد في بلدية طهران وصلت ل ٢٠ ألف مليار تومان. (وكالة أنباء ايسنا ١٥ يناير ٢٠١٨).
وأيضا قيل بأن أحدى الشركات التي تمتلكها قوات الحرس وتدعى "هلدينغ ياس" القابضة لديها تدين لبلدية طهران مبلغا يصل إلى ٤.٥ ألف مليار تومان". (الموقع الحكومي انصاف نيوز ١ سبتمبر ٢٠١٨).
والخلاصة هي أنه أينما تنظر وتبحث تجد أرقاما عن الفساد والنهب وصلت لآلاف المليارات.
حراس النهب والسرقة في كل مكان!
وفي هذا التحقيق القصير واستنادا لأخبار النظام ذاتها، التي يصفها أحدهم بأن أخبارها تسربت للخارج بالقطارة وطبعا هي أحد نتائج صراعات العصابات، يتوضح أن خامنئي قد ترك المجال مفتوحا أمام هؤلاء المجرمين لنهب وسرقة كل الوزارات والإدارات والبلديات وقدم أكبر المؤسسات والهيئات واللجان وأكبر المشاريع الاقتصادية للحرسيين من أجل للحصول على أقصى قدر من الكفاءة من ذراعه القمعية أي قوات الحرس.
الطريق الوحيد المتبقي لخلاص الشعب الإيراني والمنطقة من شراك الأخطبوط هو إسقاط هذا النظام وحكومة ولاية الفقيه على يد الشعب والمقاومة الإيرانية، حتى يتم محو هذه الحكومة الشريرة والمخزية من صفحات التاريخ.
*عضو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية