د. عيدروس النقيب يكتب:
كيف سيطر الانقلابيون على الشرعية
تعود جذور الحالة التي نحن بصددها إلى العام ٢٠١١م عندما انطلقت الثورة الشبابية السلمية التي ما زلت أُأَكد يقيني بأنها كانت ثورة صادقة ونقية استهدفت فعلاً اجتثاث نظام الاستبداد والفساد وبناء دولة مدنية تحترم حقوق مواطنيها واختياراتهم المستقبلية.
حينها انقسم نظام الاستبداد والفساد على نفسه، فراح جزء منه لتأييد الثورة الشبابية لكن هذا التأييد ما لبث أن تحول بالتدريج إلى دعمٍ فتدخلٍ ثم تَغَلغُلٍ في جسد الثورة ثم استيلاءٍ كاملٍ عليها بالتظافر مع الأحزاب السياسية المعارضة وكلٌ حسب حجمه وقدراته المالية واللوجستية.
هذا ليس موضوعنا لكن فهمه يمثل يمثلُ مقدمةً ضرورية لفهم القضية التي نحن بصددها، فموضوع انقسام الساسة إلى "أنصار للشرعية" وأنصار للانقلاب قد بدأ خلال تلك الفترة المبكرة وإن لم تتبلور ملامحه وتبدو قسماته إلا في العام 2014م.
ما زلت أتذكر تلك العصرية من عام 2011م عندما تجمعنا في منزل النائب البرلماني الزميل عبده بشر، قبل أن يصير وزيراً حوثياً، للتضامن معه عندما تعرض منزله لإطلاق النار من قوة قيل إنها من الأمن المركزي، يومها لاحظت وجود حافظ معياد في القاعة، وهو الشخص الذي شوهد في أكثر من موقعة وهو يوزع الهراوات على البلاطجة الذين مارسوا شتى أنواع الاعتداء على شباب الثورة، حينها عبرت عن تضامني مع الزميل بشر وأعلنت أنه لا يشرفني المشاركة في اجتماع يحضره قادة البلاطجة، ثم انسحبت.
ليست لدي مشكلة شخصية مع حافظ معياذ بل على العكس أقر له بالمهارة الفائقة في القضايا المالية والمصرفية، وأعترف انه مرر لي الكثير من المعاملات المتعلقة بمتابعات حقوق بعض الأفراد في بنك التسليف التعاوني الزراعي عندما كان مديرا له، واستيعاب عدد من الشباب الذين حملتهم توصيات إليه، لكن التباين من الموقف السياسي من القضايا الخلافية ومنها الثورة الشبابية السلمية وثورة الحراك السلمي الجنوبي وخصوصاً اختيارة التحيز للبلطجة ودعم البلاطجة هو ما جعلني أعيد النظر في احترامي له.
هذه اللقطة ضرورية للتعرض لقضية سيطرة الانقلابيين على الشرعية بالوسائل الناعمة.
كما ستلاحظون لاحقاً..