د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

نحن شعب لا يقرأ التاريخ !!

نحن شعب لا يقرأ التاريخ وإن قرأ القلة منا لا يفهمون ..والدليل على ذلك أننا نكرر نفس الأخطاء عدة مرات ..كما إننا ندعي الحكمة والإيمان ورجاحة العقل ونتباهى بذلك اعتقادا منا أنها صفة خاصة بنا وحدنا دون سائر الشعوب وهذا لعمري قمة الحماقة بينما ذكرها الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم في اليمانيون الأوائل في عصره الذين آووه ونصروه وجاهدوا معه وتركوا الدنيا خلف ظهورهم !!
واعتقدنا أنهم ورثونا تلك الصفات وانتقلت لنا وراثيا كالجينات الوراثية جيلا بعد جيل مما ينافي الواقع والحقيقة ..والشاهد على ما أقول ما يجري في اليمن اليوم حيث لا عقل ولا حكمة ولا حتى إيمان ولا إسلام يبيح لنا قتل بعضنا بعضا لصالح عصابات وسلالات غير يمنية دخيلة علينا وسنأتي على ذكرها لاحقا .
وفي الجانب الحضاري أسس أجدادنا الأوائل حضارات عظيمة في الممالك القديمة وساهموا في إثراء التراث الإنساني في العالم القديم ..فماذا صنعنا نحن ؟؟!!
حتى آثارهم الشاهد الوحيد عليهم سرقناها وبعناها !!
تحولنا إلى حفاري قبور ولصوص آثار نبيع تاريخنا ..ثم نتبجح ونقول أننا مهد الحضارات ..ونخلط الحابل بالنابل فتارة نقول أننا من أسس الحضارة الفرعونية وأن أصل الفراعنة يمانيون وتارة نقول أننا أصل العرب وندعي نقاء العرق كالنازيين تماما والحقيقة أننا لم نعد كذلك !!
وواقعنا اليوم يقول أننا أصبحنا خليط من الأعراق والشعوب بفعل الغزوات والهجرات وخاصة المدن الكبرى ولا داعي للتفنيد حتى لا يعتقد البعض أن ذلك انتقاصا من أصولهم والعارف لا يعرف .
وهناك فئات من هؤلاء المهاجرين استوطنت اليمن ودخلت بداية هاربة تبحث عن ملاذ آمن وقبائل تحتمي بها من سيوف بني أمية ..وسلالات فارسية دخلت في حملة سيف بن ذي يزن وبعد مصرعه قفزت إلى الحكم وتدريجيا أدعت النسب إلى آل البيت زورا وبهتانا واستغلت جهل وسذاجة قبائل اليمن واختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين في غفلة من التاريخ حتى سلموهم رقابهم حبا في سيد البشر ..وأثخنوا فيهم قتلا وتعذيبا وتنكيلا وزرعوا بينهم الفتن والحروب لكي لا يلتفتوا إلى جرائمهم ..واتبعوا في حروبهم سياسة ( الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي )
واستطاع الكهنة ن يشعلوا الحروب بين القبائل اليمنية لينفردوا بالسلطة فالقبيلة في اليمن في الوقت الراهن لم تعد تتحلى بتلك الصفات التي كانت عليها منذ القدم التي مكنتها من السيطرة على مجريات الأمور واحتكم الناس لقوانينها وأعرافها، بل أضحى بعضها شيئا آخر، ويمكن القول إنه لم يبق إلا الصفات السيئة عند بعض وجهاء القبيلة الذين يستخدمون مناصبهم القبلية للابتزاز والاسترزاق وإعاقة كل محاولة للتحديث والتمدن”.
وتاريخ دموي سلالي امتد فوق ألف عام ذهب ضحيته مئات الآلاف من أروح اليمنيين وهاهو الحكم القديم يتجدد اليوم ويعاد إنتاجه على أيدي الكهنة السلاليين الحوثيين وهاهم يحاولون استعادة تاريخ أجدادهم الدموي العنصري ليحكموا الشعب اليمني ألف عام أخرى ولكن هيهات لهم ذلك !!
د. علوي عمر بن فريد