أحمد الربيزي يكتب:
إلى شبوة التي توشحت بالسواد
في وقت الحرب والموت، وفي زمان الفجائع التي قصمت ظهورنا، وحملتنا مفاجأتها القاسية بفقدان أعزاء على قلوبنا أستشهدوا في جبهات القتال، وما حزننا يوماً الا وقلنا لن يأتي أشد من أحزان اليوم، وما نكاد نسلى لأيام الاّ وتفجعنا صروف الدهر بمفاجأتها مجدداً.
وان كان موت عزيز واحد يقصم الظهر فمابالنا بفقدان ثلاثة من أعزائنا (حسن، وناصر وعبدالرحمن) اللهم لا أعتراض على قدرك ومشيئتك، انت من اعطيتنا حياة وأخلاق وحلاوة أحبتنا (حسن خميس، وناصر البابكري، وعبدالرحمن المحضار) وأنت من حببتنا فيهم، انت من خلقتهم لأهلهم وجعلتهم غرة أعين لأهاليهم، وانت من نزعتهم من بين ظهرانينا، انت وحدك - سبحانك وتعالى - مقدر الأسباب.
لا يعلم الاّ الله وحده، كم يعتصر قلبي من الالآم، وانا الذي تلقيت الخبر المفجع بفقدان العزيز على قلبي حسن خميس، في نفس الوقت - الواحدة ظهراً - الذي كنت منتظر اتصاله شبه اليومي ليخبرني وجوده في المنزل، ويطلب مني القدوم الى المقيل؟!.
وما عرفت بالخبر المؤلم بفقدان (حسن) الا وأردفه خبر فقدان العزيزين (ناصر، وعبدالرحمن).
آه ياشبوة المكلومة، وأووواه يا أرض الاجداد ما عساي ان أقول لك وماهي الكلمات التي توصف مواساتي لرجالك ولجبالك ولرمالك. دعيني ابث اليك حزني وانا أثق انك أكبر من الاحزان وأقوى من الفجائع، لانك انتي من علمتيهم حب الحياة وانتي من اسقيتيهم الحرية، وانتي التي كانوا يحلمون بإن يزفون اليك بشرى يوم النصر، أعرف انك أقوى بكثير من شعوري المحزن، حتى وان توشحتي اليوم بالسواد حزناً على أولادك المفقودين، فغداً تعزفين في حب الوطن انشودة ميلاد أولادك الفتيان الجدد الذين يرفعون رايات الحرية.
إنا لله وإنا إليه راجعون
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم إنا نسألك اللطف والرأفة والرحمة والمغفرة