حسين داعي الإسلام يكتب:

معاقبة ظريف تعني فضح الطبيعة الحقيقية والواحدة لعصابتي النظام

بعد معاقبة ظريف شهدنا صراعات واضطراب داخل نظام الملالي وتصريحات مختلفة حول ذلك، وأحد أهم الأحاديث التي طرحت كردة فعل على هذا الموضوع، هو القلق والحرقة من أنه لماذا تمت معاقبة الشخص الذي كان يفاوض عن النظام؟
حتى اولئك الذين كانوا داخل النظام ويرفضون بشدة المفاوضة، اشتكوا من معاقبة الشخص الذي كان يشكل الأداة الأساسية للتفاوض في النظام.
صحيفة جوان  التابعة لقوات الحرس اعتبرت أن سبب نظر أمريكا إلى الإصلاحيين والأصوليين في النظام من منظار واحد، يعود إلى أن حكومة ترامب اعتمدت على أكثر القوات الداعية لإسقاط النظام جدية أي مجاهدي خلق.
وعلى الرغم من أن ردود الأفعال هذه ليست في صالحهم وأدت لظهور قوة ونفوذ العدو المسقط للنظام ولكن الحقيقة هي أن حرب النظام مع المجاهدين وصلت لنقطة لا يمكن مواجهتها بالحرب النفسية وعمليات القص والحذف والرقابة.
خلال فترة رفسنجاني شهدنا تقديم توجيهات وإعلانات رسمية لكافة الأجهزة ووسائل الإعلام الحكومية بعدم ذكر اسم المجاهدين، حتى ولو تمت تسميتهم بالمنافقين.
هدفهم كان عدم طرح اسم العدو المسقط للنظام وخاصة أمام الأجيال الإيرانية الشابة حتى لا ينشدوا لهم ولا يتبعوا طريقهم المتمثل في خط الإطاحة بالنظام.
ولكن في الأسابيع الماضية، كتبت وسائل إعلام النظام: "لقد انتهت استراتيجية السكوت أمام المجاهدين".
ولكن هذا التغيير الاستراتيجي كان لسبب إجباري وإلزامي.
عندما يتحدث أحد الأجهزة الرسمية لقوات الحرس، أي صحيفة جوان، وتقول صراحة:
الحكومة الأمريكية لم تعد ترى أي فرق بين الإصلاحي والأصولي وتتبع أحد أكثر السلوكيات عنفا ضد النظام بأكمله، وسبب هذه الحالة أنهم تواكبوا مع المجاهدين، ولا يمكن أبدا عدم ملاحظة تأثير كلامه.
ولكنها تعترف في ذات الوقت أن استراتيجية وخط الإطاحة للنظام بأكمله (بكل أجنحته وعصاباته وتياراته) الذي سلكه المجاهدون منذ ٣٨ عاما، آخذ في الصعود بسرعة كبيرة، ويتم قبوله والاعتراف على أعلى المستويات السياسية في العالم.
النظام يحاول من خلال مناورة (الإصلاحي والأصولي) السخيفة، أن يكسب الوقت ويشتري المزيد منه ليمد في عمره، ولكن.
ماذا حدث الآن؟ الأمريكيون أنفسهم الذين وقعوا في فخ مناورة إصلاحات النظام، ووصل بهم الأمر لوضع المجاهدين على قوائم الإرهاب، هؤلاء الأمريكيون هم أنفسهم الذين قدموا أكبر استرضاء للنظام في عهد اوباما وقدموا امتيازات هائلة من خلال توقيعهم الاتفاق النووي معه، وصلوا الآن لهذه النتيجة: لا يوجد أي فرق أو اختلاف بيت عصابات ومجموعات النظام.
ما السبب؟
كما تقول صحيفة جوان: "السبب في رؤية القوات السياسية الداخلية في النظام (من الإصلاحيين حتى الأصوليين) من قبل حكومة ترامب على سوية واحدة، هو أنه هو وحكومته مرتبطان بأشد القوات المسقطة خبثا (المجاهدين)!".
من الواضح أن:
هذا الاعتراف غير مواتٍ للنظام. ولكن الحقيقة كبيرة جدا لدرجة لا يمكن للنظام تحملها. لأنه مجبور على التحذير داخل نظامه من خطر المجاهدين ليخلق نوعا من الانسجام من خلال ذلك. ومن خلال هذه الحقيقة يمكن فهم وتبيان المواقف الأخيرة لشخصيات النظام المختلفة.
مثلا المتحدث باسم حكومة روحاني (ربيعي) يقول: "نحن اليوم في حالة أزمة المرصاد (قصده عملية الضياء الخالد في عام 1988) ومازلنا في المضيق"، أو الحرسي شاعري الذي قال قبل عدة أيام: "مازال المجاهدون يشكلون خطرا محتملا وحقيقا للجمهورية الإسلامية.
المجاهدون ما زالوا أقوى وأنشط مجموعة معارضة للنظام وأضف لذلك إلى المظاهرات الخمس الكبيرة التي عقدت في جميع أنحاء العالم، والتجمع العظيم للمقاومة الإيرانية الذي امتد لخمسة أيام في أشرف الثالث بحضور أكبر وأشهر الشخصيات العالمية والذي كان الهدف من عقده هو فضح خدعة سياسة الاسترضاء ولوبياته وتبيان حقيقة وجود بديل ديمقراطي قوي وذو مصداقية. 
عندما يتم إزاحة الستارة، لن يكون هناك أي فائدة من مساعي النظام للتغطية والتستر على هذه الحقيقة.
وسيجبر حينها على دخول مرحلة إطلاق التحذيرات الحقيقية داخل نظامه فيما يتعلق بهذا العدو.
إن الخط والسياسة التي اتبعها المجاهدون أمام النظام، مبنية على أساسيين اثنين:
الأول: تحديد الخط الصحيح والمبدئي (جواب نظام ولاية الفقيه = الحسم = السقوط ولا شيء سواه).
الثاني: التأكيد والإصرار على مبدأ (ما حك جلدك مثل ظفرك) كما يقول المثل الشعبي، وتقديم الثمن
دفع الثمن يعني تقديم ١٢٠ ألف شهيد في هذا الطريق يشمل ٣٠ ألف شهيد في عام ١٩٨٨.
حتى بعد حرب أمريكا والعراق وقصة القصف ونزع السلاح ومحاصرة المجاهدين الذي كان له مكاسب هائلة للنظام، وفي الوقت الذي لم يكن هناك أي أفق للنجاح، لكن السيد رجوي ظل مصرا على نفس هذا المبدأ والأساس العملي والحقيقي بأن النظام لا يملك أبدا أي قدرة أو قوة على التغيير، وقال:
إذا وقف أشرف، سيقف العالم كله أمام نظام ولاية الفقيه.
ومن ثم رأينا أن هذا الصمود والثبات ازدهر في انتفاضة عام ٢٠١٧، وشعار (أيها الإصلاحي وأيها الأصولي لقد انتهت القصة) انتشر في كل مكان، وقال عملاء النظام أنفسهم، لقد احترق مشروع الإصلاح والإصلاحيين في المجتمع.
أي تم التأكيد على أن خط الإطاحة هو كان وما زال دائما السبيل الوحيد للحل في المجتمع. وحاليا فإن هذا الموضع ذاته آخذ في الصعود والتقدم في السياسة الدولية والعالمية.