مصطفى النعمان يكتب:

اليمن والتفسير التأمري للأحداث

مشهد عدن استنساخ لمشهد عمران التي (عادت الى حضن الدولة)... 
‏نظرية المؤامرة ساقطة بتفاصيلها، والحديث عن شرعية رخوة لا يردده الا موظفوها والمستفيدون منها!.

 شرعية رخوة كانت تعيش برئة اصطناعية خارجية، وبلا حاضنة شعبية، خارج محيط الفاسدين والباحثين عن وظيفة!.
‏هذا كلام قلته واكرره منذ 2014!.


 و دعوني اكرر حديثا طرحته منذ سنوات..
ان كل الأحداث التي تمر بها البلاد اليوم ليست كائنا ظهر أمامنا فجأة.. انها وليدة سوء اداء الشرعية منذ 2012 وفسادها الذي كان لابد ان ينتج حالة الفوضى،  وساهم في انتشار المكونات المسلحة لتصبح هي اللاعب الحقيقي القوي المؤثر والنافذ.

المولعون بنظرية المؤامرة يتغافلون عن الأسباب الحقيقية التي أوصلت اليمن إلى هذا الحال، هم يتغلفون ب (الشرعية) الرخوة المهاجرة منذ 2015، ولم تقدم للناس ما يقنعهم بقدراتها الأخلاقية والوطنية.

دعوني أتفق أن مؤامرة قد حيكت في ليل مظلم... اين كانت الحكومة؟ اين ذهبت المليارات التي رصدت للأجهزة الأمنية؟ هل يعقل أن (الشرعية) نست انها رصدت المليارات للقوى العسكرية التي لا تتبع وزارة الدفاع ولا تأتمر بأمر وزيرها ثم صارت تعتبرها خصما لها؟. 

أنشغلت (الشرعية) الرخوة بتأمين منسوبيها وأسرهم، ونست أنها مسؤولة عن وطن..شرعية انتهى كل ما حصلت عليه في جيوب كبار المسؤولين.

(الشرعية) حريصة على بقائها في الخارج ولا ترغب في العودة لتعيش معاناة الناس الذين يطحنهم الجوع والفقر والمرض بينما رئيسهم يستخدم طائرة خاصة اشتراها من قوتهم!.

لا يحق لممثلي الشرعية الرخوة الشكوى والصراخ بعد أن افلتت كل فرصها التي منحتها لها الأقدار..
شرعية لا تستحق ان يهتم بمصيرها اي مواطن.

‫أما التفسير التأمري للأحداث هو مريح ولا يحتاج الى اكثر من تناول القضية بسطحية ودون تيقن من المعلومات ومصادرها!.

وفي الوضع اليمني، المعلومات الحقيقية شحيحة للغاية، والتسريبات هي التي تعوض النقص، والمستفيدون لا يبذلون جهدا للتحقق ولا الغرض منها.

الكل يضع نفسه مصدرا مسؤولا أو مطلعا أو مقربا ، ويبدأ بالسرد الذي يناسب هواه وانتماءه السياسي.. 
وفي النهاية يضطرب الرأى العام ويدخل في متاهات يزيد من تعقيداتها إعلام موجه بحسب تمويله!.

 لذلك ف‫اغلب التحليلات التي ازدحمت بها منصات التواصل الإجتماعي مبنية على تمنيات ورغبات وكثير منه موجه عن بعد.‬

‫الكثيرون بلا معلومات ويخبطون خبط عشواء.. صباحا يتهمون الإمارات ويبرأون الرياض.. وعصرا تصبح العاصمتان شريكتان في المؤامرة... وليلا نمسي على براءة واحدة وخيانة أخرى.‬

‫ليس في الأمر مؤامرات ولا خديعة... ‬
‫كل المسار واضح معالمه لمن لديه بصر وبصيرة!، ولن ازيد! ‬.