صلاح السقلدي يكتب:

السعودية وخيبة أملها من الشرعية

يعرف العالم كله أن تمسّــك السعودية بالسلطة المعروفة بالشرعية هو تمسكها بمبرر وشرعية الحرب لا غير، وليس من أجل خاطر عيونها ولا حتى من أجل الهدف المعلن من هذه الحرب، وهو إعادتها إلى صنعاء.

وبالتالي فلا يهم السعودية -التي تشعر بمرارة الخذلان- أي انكماش لحجم ودور هذه السلطة حتى لو وصل الأمر أن تصبح مجرد صراف معاشات شهرية، وساعي بريد رهن الإشارة، فلم ولن تفعل السعودية شيئاً تكبح به عجرفتها "الشرعية" السياسية تجاه الآخرين وفشلها الذريع وفسادها الذي طبق صيته الآفاق بعد أن عجزت -أو تظاهرت بالعجز- عسكرياً بالاتجاه صوب صنعاء، وبعد أن باتت مجرد أداة توشك أن تفقد صلاحية استخدامها خارجياً بعد أن فقدته داخلياً، وأصبحت عبئاً على الخزينة والسمعة السعوديتين.

السعودية مستمرة بالاستخفاف بعقل هذه السلطة وببيعها الوهم بكميات تجارية، فالمملكة التي تعشّم هذه السلطة بأنها ستبيد لها بطائرات الــF16 كل من يقف بطريقها الذي سيعيدها إلى قصر معاشق هي ذات المملكة التي صمتت حتى انتهاء الاشتباكات الأخيرة لتطلق دعوة لوقف الاشتباكات المتوقفة أصلاً، تلك الدعوة ليست أكثر من عظمة رمتها الرياض لإسكات تلك الجلبة.

فهذا التثاقل السعودي هو عقاب مغلف منها نظير ما تجرعته من خيبة وخذلان طيلة قرابة خمس سنوات، كما أنها - أيضاً - وللتذكير ذات المملكة التي غضت طرفها ذات يوم أمام الحركة القادمة من صعدة باتجاه صنعاء لتأديب دعاة ثورات الربيع العربي على بوابة الخليج العربي.

والخلاصة باختصار، السعودية تستخدم لا تخدم.