الإمارات دولة تأسست على الحب والوئام، لا الكراهية والانقسام. وإذا كان هناك من ينشر الكراهية بين الشعوب، أو يعمّقها، فهو بالتأكيد ليس دولة الإمارات. وقد خان وزير الثقافة اليمني الذكاء عندما اتهم الإمارات بـ«تمويل حملة إعلامية ودعائية لتعميق الكراهية بين اليمنيين». فهو بهذا اعترف بأن الكراهية موجودة بين اليمنيين، ولكن هناك من يعمّقها، وغاب عنه أن الإمارات ليست هي من زرع هذه الكراهية، وأنها لا تسعى إلى تعميق الكراهية بين الشعوب.
الذي يعمق الكراهية لا يضحي بأبنائه من أجل تحرير بلد عجزت حكومته الشرعية عن المحافظة على وحدته وأمنه واستقراره، واستطاعت ميليشيا مسلحة من طائفة لا تشكل أكثر من 5% من الشعب أن تطردها من عاصمة بلدها، وتلاحقها في كل مكان، وتسيطر على كل أراضي دولتها، وتضطرها إلى الفرار للنجاة بنفسها، وطلب النجدة من جيرانها. ولولا المملكة العربية السعودية التي هبت لنجدة الشعب اليمني، وأنشأت تحالفاً لإنقاذ هذا البلد العربي المبتلى بحكامه، لأصبح اليمن اليوم مقاطعة إيرانية.
الذي يعمق الكراهية لا يقدم المساعدات السخية لإعادة إعمار ما دمرته الميليشيا الحوثية، ولا يرسل قوافل المؤن والمساعدات والمعدات ومولدات الكهرباء والأجهزة المختلفة لنجدة أبناء اليمن الذي دمرت خلافات فصائله البيوت والشوارع والمطارات والمنشآت الحيوية، وأعادت أهله سنوات إلى الوراء، من أجل تحقيق مصالح ذاتية، وصراعات على السلطة، ظاهرها مصلحة الوطن، وباطنها نهب ثرواته والاستحواذ على خيراته ومدخراته.
الذي يعمق الكراهية لا يقوم بتسخير أجهزة إعلامه، ويهب كُتّابه ومثقفوه للدفاع عن اليمن وحكومته الشرعية، وكشف أهداف الميليشيا الحوثية ومن يقف وراءها، ولا يتيح منابره الإعلامية لليمنيين الشرفاء، الذين لا يسعون إلى استغلال أوضاع اليمن للإثراء على حساب شعبه، الذي يعاني من فساد حكومته الشرعية واستغلالها للأوضاع، ومتاجرتها بقضيته من غرف وصالونات الفنادق الفاخرة في العواصم التي تؤويهم، بينما يقدم أبناء اليمن الشرفاء وجنود التحالف البواسل أرواحهم ودماءهم من أجل يمن بلا خونة ولا مستغلين ولا متاجرين بقضيته.
الذين يعمقون الكراهية هم الذين يزيفون الحقائق، وينقلبون على من يهب لنجدتهم عندما تنكشف أدوارهم، ويظهرون على حقيقتهم عندما يظهر تخاذلهم، وتزكم الأنوف رائحة فسادهم، ويطلب المواطنون الشرفاء تطهير الوطن منهم، ويصبح وجودهم عقبة في طريق تحقيق مصالح الأوطان وآمال الشعوب. هؤلاء هم الذين يعمقون الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، ويصبحون عبئاً عليه، ويصبح التخلص منهم مطلباً شعبياً وواجباً إنسانياً.
لن نرد نحن عليكم، ولكن سنحيلكم إلى واحد منكم، ليس محسوباً على الإمارات كما تصنفون خصومكم عندما تريدون أن تلووا أعناق الحقائق. إنه محافظ عدن السابق عبد العزيز المفلحي، المعين من رئيسكم عبدربه منصور هادي، الذي نشر نص رسالة الاستقالة التي تقدم بها إلى الرئيس هادي منتصف شهر نوفمبر 2017 كاشفاً عن قضايا فساد يتزعمها رئيس الحكومة السابق أحمد عبيد بن دغر، وهو ليس محسوباً على الإمارات أيضاً، ولله الحمد، وكانت أهم عبارة في رسالة الاستقالة التي قام بنشرها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تقول:
«غير أني، ولشديد الأسف، وجدت نفسي في حرب ضارية مع معسكر كبير للفساد، كتائبه مدربة، وحصونه محمية بحراسة يقودها رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر. إن كبريائي يمنعني أن أخوض في جدال مع رئيس حكومة يخطف الماء من أفواه الناس، والضوء من عيونهم».
أي شيء أكثر من فسادٍ محميّ بحراسة من الحكومة يمكن أن يعمق الكراهية بين الشعب يا معالي الوزير؟ ففي الوقت الذي يعاني فيه اليمنيون، ويجوع أبناؤهم، ويعرون، ويتشردون، ويموتون، تتنعمون أنتم في الفنادق الفاخرة، ويستغل أبناؤكم معاناة الشعب، ويتاجرون بقوْته ومتطلبات عيشه.
واضح أن وزير الثقافة بحاجة إلى تغيير ثقافته، فقد خانه التعبير والتدبير، وأعمته كراهيته لدولة الإمارات وقادتها وشعبها عن رؤية من يعمّق الكراهية بين اليمنيين، ومن يزيد معاناة الشعب اليمني ويفاقم مأساته.
البيان