نورا المطيري تكتب:

حزب الإصلاح منظمة إرهابية

تأخر المجتمع الدولي كثيرا في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين، بشكل رسمي، جماعة إرهابية، ومع أن الرأي العام العالمي والإقليمي اتفق على أن الحركة الإخوانية لا تختلف عن القاعدة وداعش، منهجا وفكرا وسياسة، وأكد أنهما ولدا من رحم الجماعة عبر سيد قطب والتكفيريين والسلفية الجهادية، ومع ذلك فُتح الباب على مصراعيه لرموز الحركة كرجب طيب أردوغان والقرضاوي والقيادات المختبئة في جحور قطر وتركيا، لتأجيج المنطقة بالصراعات والفتنة والحروب كما يحدث الآن في ليبيا واليمن.

ومنذ أن تسلل الإخوان لعدد كبير من المناصب الحكومية خاصة مجالس الشعب والبرلمانات، في دول عربية وإسلامية، راح عبث الإخوان باسم الدين يتخذ طابعا متلونا، فيتحدث تارة عن مستقبل الشباب والأمة وإصلاح ولاة الأمر، في محاولة لأسر عقولهم وغسل أدمغتهم للخروج على القانون، وتارة بتطبيق سياسات ماكرة تهدف للطعن في رأس المؤسسات الوطنية وهدم السياج المنيع للمجتمعات، لتعبئة قواعد الحركة وتوليد التعاطف الشعبي معها، تحت شعار الإسلام هو الحل، ولكن، بعد ما يقارب 90 عاما، فشلت الجماعة فشلا ذريعا في زعزعة أمن المنطقة، خدمة لأغراض أقل ما يُقال عنها إنها ماسونية صهيونية.

هذه اللحظة الحاسمة لأعظم تحالف شهدته منطقة الشرق الأوسط، منذ زمن بعيد، بإصدار قرار أن حزب الإصلاح في اليمن منظمة إرهابية، وعلى الشرعية أن تُعيد حساباتها بإعادة تشكيلها وإصلاح هيكلها، شرطا لاستمرار دعمها لتحقيق الهدف الأسمى وهو محاربة أذرع إيران الطائفية

وكبقية دول في المنطقة، وقع اليمن فريسة حليفين إرهابين مختلفين في الشكل متفقين في الجوهر، الحوثية الإرهابية وجماعة الإخوان الإرهابية، وعلى الرغم مما يبدو ظاهرا من اختلاف العقائد، وهي مُجرد تُقية بالمناسبة، فإن رائحة المطبخ المشترك في الدوحة كشفت الأهداف السرية، وعلى رأسها احتلال اليمن وتحويله لمنصة إرهابية تطعن السعودية على حدودها وتحاول إنهاكها خدمة لمشروع كبير بدأت ملامحه في الظهور، فتحركت الطائرات المسيرة باتجاه بلاد الحرمين من طرف الحوثية والتهجم على قوات الحزام الأمني بسلاح حزب الإصلاح الإخونجي لدفعها للخلف، بعيدا عن ساحة المعارك الحقيقية.

ويبدو الذين يتحدثون عن الشرعية في اليمن لا يعلمون تلك الأهداف، ويبدو أيضا أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، ليس لديها أي فكرة عن حجم وعلاقات حزب الإصلاح الذي تسلل إلى اليمن مبكرا عبر الحشد الشعبي أو البرلمان، لذلك تقف الأمم المتحدة عاجزة عن فهم تلك التركيبة الشيطانية، ولو أنها فهمتها، لتم حظر الإصلاح منظمة إرهابية، واشترطت الأمم إصلاح الشرعية كمبدأ أساسي لدعمها، بعيدا عن الشأن اليمني الداخلي والحديث عن الانفصال بين الجنوب والشمال.

كذلك، فإن التحالف العربي، ومع دعمنا المطلق لالتزامه تجاه دعم الشرعية، عليه أن يولي مسألة حزب الإصلاح اهتماما خاصا، منذ رفضهم الحوار في جدة، وكشف مخططهم المدعوم من قطر بتفكيك التحالف، عبر حرب تصريحات تُسيء إلى الإمارات أولا ثم الترويج عبر الأذرع والعملاء وقناة الجزيرة وحسابات الذباب الإلكتروني في منصات التواصل الاجتماعي بمغادرة الإمارات من اليمن وتخوين كل من يتحدث عن إصلاح الشرعية كشرط لدعم الشرعية.

إذا لم تبدأ خطوات عملية جدّية استراتيجية لحظر حزب الإصلاح في اليمن وتسميته منظمة إرهابية واستئصال هذا الورم الخبيث، فسوف يستمر النزيف داخل الجيش اليمني، المنقسم بالولاء والمنقسم بمن يحارب ومن يجلس في بيته يقبض الرواتب، وهو الهدف الذي خطط له المطبخ الاستخباري الإيراني القطري طويلا، ولا يزال ينفذه حرفيا.

هذه اللحظة الحاسمة لأعظم تحالف شهدته منطقة الشرق الأوسط، منذ زمن بعيد، بإصدار قرار أن حزب الإصلاح في اليمن منظمة إرهابية، وعلى الشرعية أن تُعيد حساباتها بإعادة تشكيلها وإصلاح هيكلها، شرطا لاستمرار دعمها لتحقيق الهدف الأسمى، وهو محاربة أذرع إيران الطائفية واقتلاعها للأبد.