مصطفى النعمان يكتب:

4 أشخاص يتحكمون بهادي وقراراته في الرياض

قضيت أياماً في الرياض، التقيت فيها كثيراً من اليمنيين، وسمعت من أشخاص لا أشك لحظة في مصداقيتهم عن الأسلوب الذي يدار به مكتب الرئاسة.

ما صدمني ليس ما سمعته عن العشوائية و"السبهللة" التي يصف بها الجميع المكتب الذي هو في الحقيقة مكتب "سفري" تصنع فيه كل القرارات والتعيينات والصرفيات، ولكني تيقنت أن الرئيس هو تحت الإقامة الجبرية من دائرته الضيقة التي لا تتعدى مدير المكتب وسكرتيره الخاص والنجلين!

هو ممنوع من التصرف بدون إذن هؤلاء الأربعة، ولا أحد يصل إليه عداهم.

وضع كهذا لا غرابة معه أن تبحث الشرعية الرخوة عن عاصمة ثالثة تأوي إليها!

أما ‏الأحزاب فعاجزة على تجاوز نطاقها الضيق، وما زالت تعتمد الأسلوب العتيق في التهديد والوعيد والتخوين وتكتفي بضجيج أنصارها دون طحن.

‏رفع سقف الشتائم إلى منتهاه لا يؤثر على ما يجري ولا يسمعه ولا يكترث به حاملو السلاح.

‏الأحزاب تمر بحالة تخلف سياسي مستدام وشيخوخة تثير الشفقة.

وأن ينتظر العامة غودو ليحضر فذاك أمر طبيعي لأنهم يعيشون على خيط من الأوهام.

‏لكن السياسي الذي ينتظر غودو الذي يدرك أنه لن يحضر أبداً، ويظل يصرخ في الفضاءات، هو في المحصلة ضالع في تزييف الوعي وبث الآمال الضائعة التي لا تتحقق!

‏مشكلة اليمن ليست في الأمية المتزايدة، وإنما في الذين يدعون أنهم مثقفون ومتعلمون.. هؤلاء يبيعون الوهم والزيف والخديعة للناس بزعم ثقافتهم وعلمهم.