صلاح السقلدي يكتب:

الوضوح السعودي والرهان الجنوبي

من حقهم في الشرعية أن يتبرموا من السعودية التي وعدتهم منذ اليوم الأول للحرب بأنها ستعيدهم من عدن إلى صنعاء ليستووا على الكرسي، وبعد خمس سنوات هاهم يتضرعون لها بأن تعيدهم من الرياض إلى عدن، وشكر الله سعيها.

ولكنها تتعمد إذلال هذا الشيء المسمى بالشرعية وتمعن باستضعافه لحاجة/حاجات/ هي في النفس السعودية.

فمع أن الشرعية يقع عليها الجزء الأكبر من الفشل العسكري، إلا أن هذه الحقيقة لا تبدد كمية سخطها على السعودية التي أطلقت وعد عرقوبي أكبر من قدرات تجاربها العسكرية المتواضعة، ولسان حالها يهتف:

"خير المعروف إغاثة الملهوف"..

الملهوف على كرسي الحكم طبعا.

لكن لا أرى أي مبرر للامتعاض الجنوبي من الموقف السعودي المتجاهل عمدا للقضية الجنوبية، ومن انحيازه الكامل إلى جانب الشرعية، وإلى جانب كثير من القوى الشمالية.

فهي، أي المملكة، منذ اليوم الأول للحرب تعرّف التحالف بأنه تحالف دعم الشرعية، وكان موقفها واضحا تماما من القضية الجنوبية، فهي لم تطلق أي وعد للجنوبيين- ولا هُم للأسف اشترطوا عليها شيئا من هذا القبيل، فقد مضوا بشراكتهم وفق منطق:/قلدك الله بنا يا طويل العمر/- بأنها ستنتصر لهذه القضية بشكل مباشر أو غير مباشر، من فوق الطاولة أو من تحتها، بل إن موقفها الواضح هذا كان من قبل هذه الحرب بسنوات.

فقد كان على الأقل منذ إطلاق المبادرة الخليجية عام 2011م التي تجاهلت كليا القضية الجنوبية، ونتحدى أي جنوبي أن يثبت عكس ذلك.

وبالتالي فاللوم لا يمكن أن يكون إلا على أصحاب الشأن الذين راهنوا على سراب بقيعة سعودية جرداء.

* من صفحة الكاتب على (الفيس بوك)