مصطفى النعمان يكتب:
حصار تعز وإغلاق مطار صنعاء أنموذجان للمعاناة الإنسانية
عند التوقيع على اتفاق ستوكهولم، تزايدت الآمال في رفع الحصار الغبي عن تعز، وانتهاء معاناة ناسها في المرور بطرق أقل ما توصف بها أنها غير آدمية.
مرت أيام وأسابيع وأشهر ولم يحدث أي تقدم في هذا المسار الذي يعبر عن الانحطاط الأخلاقي بالإصرار على تعذيب الناس.
الحوثيون المتحكمون بكل المعابر الأساسية، يصرون على أن فتح المعابر يجب ربطه بهدنة كاملة في عموم المحافظة.. وطالبت "الشرعية" بفتحها دون قيد أو شرط.
أبناء تعز وقعوا ضحية خلاف حول السيطرة على تعز، في حين يمكن للحوثيين فتح المعبر الرئيسي في الحوبان مع استمرار سيطرتهم عليه من الجهة الشمالية.
يجب فتح معبر الحوبان دون تفاوض وإبعاده عن كل التفاهمات السياسية وصراع المليشيات.
والحوثيون معنيون وحدهم بهذا الإجراء.. فقد صار تعبيراً وقحاً عن عدم الاكتراث بحياة الأطفال والمرضى والشيوخ والعابرين.
إن المناشدة لطرف يمني بتخفيف الأذى عن يمنيين ومنحهم حق الحركة والتنقل والحياة، يعبر عن المستوى الأخلاقي والإنساني الذي أوصلتنا إليه الحرب.
المعهد الفني في الحصب بتعز:
معهد الحصب الصناعي بتعز افتتح قبل أكثر من 25 سنة وتخرج منه المئات من الفنيين.
وفي بدايات الحرب استولى عليه الحوثيون.. ثم أخرجوا منه.
وتعطلت الدراسة فيه بسبب ظروف الحرب واستوطنته قيادة الشرطة العسكرية، عوضا عن أن تبني لها مخيمات للجنود والضباط.
اليوم ترفض قيادات تعز العسكرية التابعة للشرعية تنفيذ كل التوجيهات من السلطة المدنية التابعة هي أيضا للشرعية، بإخلائه!
البعض يزعم أن هذه القيادات لا تتلقى أوامرها إلا من قياداتها الحزبية! رغم أنه قد تم تجهيز مبنى لهم في موقع آخر.
مئات الطلبة توقفوا عن الدراسة، ويضيع مستقبلهم، بسبب هذا التعنت، ولا يليق بقيادات عسكرية أن تمارس هذا الفعل الذي يلطخ سمعتهم ويسيئ لانتمائهم للمؤسسة العسكرية ولجهودهم الوطنية.
إغلاق مطار صنعاء:
استمرار إغلاق مطار صنعاء أمام الركاب المدنيين ومعاناة ما يزيد على عشرين مليون مواطن أطفالاً وشيوخاً مرضى وطلبه، لم تعد تجدي مبررات "الشرعية الرخوة" لتبريره.
والأسوأ أخلاقياً هو صمت الأحزاب وأعضاء مجلس النواب عن هذه المأساة الإنسانية.
ميناء الحديدة المنفذ الوحيد القادر علـي تلبية احتياجات ثلثي المواطنين هو الآخر عرضة للابتزاز بسبب الخلافات حول الإيرادات، ولا يهم جوع الناس ومرضهم.
الانحطاط الأخلاقي الذي أفرزته هذه الحرب لدى النخب غير مسبوق في تأريخ اليمن في أسـوأ مراحله.