صلاح السقلدي يكتب:

القضية الجنوبية والتحركات المضادة

منذ بعد حرب 94م وحتى اليوم، عند كل خطوة إيجابية تخطوها القضية الجنوبية نرى بالمقابل تحركاً مضاداً يستهدف الجنوب وكيانه الجغرافي والسياسي.

فتارة بإثارة التلويح بفصل حضرموت عن الجنوب، وتارة أخرى بإثارة موضوع عدن للعدنيين.

كما قلنا لا تظهر هذه الشيطنات إلّا حين يكون ثمة تقدم للقضية الجنوبية سواءً على المستوى الداخلي أو الخارجي.

مما يعني أن من يثيرون هذه الشيطنات الموسمية لا يقومون بذلك رأفة وانتصاراً لحضرموت وعدن، إطلاقاً، ولا يخطئهم ويخطئ نواياهم والجهات التي تقف خلفهم بصر ولا بصيرة- وإلا لكانوا تبنوا ذلك بكل وقت ومكان، وبوجه كل متعــــدٍّ وظالم أياً كان، وليس على طريقة انتقاء الوقت والجهة التي يناصبها الخصومة، حتى يتحقق لهم ما يزعمونه، ولما تخلوا عنها بمجرد انتهاء الحدث والمناسبة التي استدعته يقوم بذلك أو بمجرد تلقيهم إشارة التوقف من المُــخرج.

فإن كان هؤلاء يؤمنون فعلاً بحق حضرموت فليعلنوا اليوم تأييدهم ووقوفهم قولاً وفعلاً مع قرار محافظها بأحقية أبناء المحافظة دون سواهم بثروتها.

فهنا يحصحص الحق، ويتجلى معه الزيف بأوضح صوره وقبحه.

فقد نُــهبتْ ثروات حضرموت ودمرت عدن وطمست معالمها واقصيَ أبناؤها بقسوة منذ ربع قرن، ومع ذلك لم تهتز لهؤلاء المتشيطنين قصبة أو تثار لهم حُــمية كما يدّعون اليوم زيفاً وكذباً.

وعلى ما تقدم فقد حان الوقت لإسقاط الأقنعة عن الوجوه.