د. علوي عمر بن فريد لـ(اليوم الثامن):
شبوة في عين العاصفة !! (الحلقة الثانية الأخيرة)
إن ما يجري من أحداث متسارعة في شبوة سيكون لها تداعيات مستقبلية على عموم المحافظات الجنوبية الأخرى إن لم يسارع الجنوبيون إلى كسر شوكة الهجمات اليمنية ممثلة في الحية الرقطاء المتربصة "حزب الإصلاح" الذي يسعى جاهدا بواسطة أدواته الرخيصة التي يندرج فيها بعض العملاء المأجورين من أبناء الجنوب لإعادة احتلاله من جديد!!
وقد كشفت صحيفة العرب اللندينة عن سعي حزب الإصلاح لإحكام سيطرته على المحافظات الغنية بالنفط والغاز وفقا لمخطط يشرف عليه التنظيم الدولي الذي يهدف إلى تمكين أقوى فروعه في اليمن لتعويض الخسائر المادية والمعنوية والسياسية والتنظيمية بعد خسارة الإخوان لمصر والسودان.
المراقب العام لإخوان اليمن المقيم في الدوحة، شيخان الدبعي، قام بزيارة سرية لمعقل الإصلاح في مأرب خلال الأيام الماضية عن طريق منفذ شحن على الحدود اليمنية العمانية قبل أن ينقله موكب مسلح إلى مأرب".
يعتقد أن الدبعي نقل تعليمات جديدة، يبدو أنها انعكست سريعا على مواقف الإصلاح من التحالف العربي بقيادة السعودية، والتقارب مع قطر وتركيا.
إلى شروع الإخوان في تكرار نموذج مأرب الغنية بالنفط والغاز، في محافظة شبوة النفطية المجاورة، حيث يتواصل نقل المسلحين القبليين والعسكريين الموالين للحزب إليها بالتزامن مع حركة تغييرات كبيرة في مفاصلها الرئيسية مثل الجيش والأمن ومؤسسات النفط التي شهدت تعيين كوادر إخوانية بشكل متسارع خلال الأيام الماضية.
وتشير خارطة النفوذ في المناطق المحررة في الجنوب إلى حرص الإصلاح ومراكز المصالح والنفوذ المرتبطة بقطر على توسيع دائرة وجودهما وتأثيرهما في المحافظات الغنية بالثروات النفطية والغازية مثل مأرب وشبوة وشمال حضرموت حيث لا تزال تتواجد قوات ضاربة تأتمر بأوامر نائب الرئيس علي محسن الأحمر وتسيطر على المنشآت النفطية في وادي حضرموت ، وفي تقرير أمريكي سري : الاحتياطي النفطي في اليمن اكبر من احتياطي دول المنطقة مجتمعة!!
وقد أكد تقرير سري لوكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي ايه أكد أن المحافظات الجنوبية في اليمن (اليمن الجنوبي) سابقا لديه إمكانات نفطية تقدر بخمسة مليارات برميل وتُعد شبوة ثالث أكبر محافظة في اليمن من حيث المساحة، وتجاورها من الشرق محافظة حضرموت كبرى المحافظات اليمنية، وهي من المحافظات النفطية والغازية ويوجد فيها أكبر مشروع صناعي في البلاد، يتمثل في مشروع انتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال، والذي تقوده شركة توتال من بين سبع شركات عملاقة في إدارة محطة لإنتاج وتصدير الغاز بتكلفة 4.5 مليار دولار على بحر العرب.
وأزمات اليمن الاقتصادية مستمرة منذ حرب صيف عام 1994 حينما شن نظام المخلوع صالح أول حروبه ضد دولة الجنوب، عقب وحدة لم تدم أكثر من أربعة أعوام، اكتشفت القيادات الجنوبية حينها إن نظام صالح لم يكن سوى نظام عسكري قبلي يسعى لاستنزاف الثروة، ولم تكن أحلام الجنوبيين التي رسموها نحو وحدة تحقق لشعبي اليمن الدولة المدنية التي رسموها، تتقاسم الثروة والحكم وتعمل على تنمية الدولة الجديدة، وتكبدت الخزينة العامة عقب الحرب عشرات المليارات من الدولارات. تلت الأزمة الاقتصادية تلك أزمة اقتصادية جديدة تمثلت باندلاع ثورة ما يسمى بالربيع العربي العام 2011م التي هزت الاقتصاد بشكل كبير جدا، منذ ذلك الحين تراجع إنتاج النفط من 420 ألف برميل يوميا إلى 170 ألف برميل العام 2014.
بين حرب صيف العام 1994 وثورة الشباب العام 2011، مر اليمن بمنعطفات متعددة، وصراعات داخلية، فعقب حرب صيف 94 تطلع اليمنيين إلى أن نظام صالح سينتقل إلى مرحلة البناء والتنمية الاقتصادية على طول البلاد وعرضها، خصوصا بعد تفجر العديد من الاكتشافات النفطية وتقاطر عشرات الشركات البترولية للتنقيب والاستكشافات.
فضلاً عن ظهور ثروات متعددة، إلا أن ما حدث كان عكس ذلك، حينما اتجه النظام للانشغال بتغذية الصراعات الطائفية، وإشعال الحروب الداخلية، بين القبائل وحتى بينه والقبائل اليمنية، في مناطق متعددة من البلاد.
إضافة إلى ذلك ازدادت رقعة الفساد بشكل كبير جدا صاحبها ارتفاع البطالة والفقر وتأخرت عجلة التنمية وتراجع الاقتصاد بشكل مخيف.
«الإصلاح» فشل في السيطرة على مدينة عدن بعد تحريرها من الحوثيين في يوليو 2015، لافتاً أيضاً إلى أن هذا الحزب حاول في فبراير 2017 السيطرة على مطار عدن الدولي، إلا أن قوات أمن عدن وقوات الدعم والإسناد، وبدعم جوي من التحالف، أفشلت مخططه. ولفت إلى خطط «الإصلاح» لإسقاط محافظة الضالع عندما سلم في أبريل الماضي مواقعه العسكرية في منطقة مريس وجبل العود الاستراتيجي (بين الضالع وإب) لميليشيات الحوثي الانقلابية، مؤكداً أن القوات الجنوبية وقوات الحزام الأمني، وبدعم من التحالف، لاسيما الإمارات أفشلت المخطط التخريبي الإخواني لحزب الإصلاح.
وأوضحت الوكالة الأمريكية بكتابة أن تقديرات النفط الممكن استخراجه من جنوب اليمن قد تتجاوز بشكل كبير تقديرات الخبراء،ً وأن مخزون الغاز والنفط المتواجد على الحدود بين المحافظات الجنوبية والشمالية كبير جدا!
وحسب الخبير الاقتصادي “حسن علي السناري” الذي تحدث في التقرير “فإن البحث والتقييم الذي قامت به شركات التنقيب الدولية يظهر أن احتياط اليمن النفطي أكبر من احتياط نفط دول المنطقة مجتمعة”.
وهذا هو سر الصراع في اليمن وتكتل مختلف التيارات السياسة نحو هدف واحد هو إسقاط الجنوب وإعادة احتلاله من جديد !!
د.علوي عمر بن فريد