مروان السياري يكتب:

عدن مقابل صنعاء

يتبدل النصر الى هزيمة حين لا تعرف من تقاتل و تخسر ويتم سحب البساط من تحت قدميك في مجلس صلح وقد لا تعرف انه بمجرد خروجك من هذا الصلح ستكون بداية لتفقد كل شيء تقريبا ، علي عبدالله صالح خسر معاركه مع الحوثيين بسبب الاصلاحيين لأنه لم يكن يعرف من هم تلكا في هزيمتهم وتقويض نفوذهم وهكذا كانت نهايته.
بمرارة .. أشعر أنني هزِمت ، لأني لم أكن قادرا على اقناع من حولي في المجلس الانتقالي بماهية وأبعاد الصراع الحقيقي خسرنا ابين منذ اليوم الأول لتحرير شبوة عندما ظننا ان ابين سوف تكون خالصة لنا بمجموعة من البنادق والعسكر وتجاهلنا ان طرف الصراع الذين تم الزج بهم بأسم الشرعية أنهم ينتمون لتلك المحافظة و تجاهلنا انها معقل رئيس الشرعية عبدربه منصور هادي.
ذلك الرجل الذي رفض ان يبدي اي اعتراض عندما قصفت طائرات التحالف مجموعة من الذين أرسلتهم مأرب دون علمه تقريبا.
ولم تبدي وزارة دفاعه اي اعتراض.
محاربة التجمع اليمني للإصلاح ما زالت معركة جانبية لم تدر بالانتخابات والصناديق بل بالسلاح و بالأحزمة الناسفة ، والجيوش التي تختفي و تظهر فجأة في محافظة ابين الموجوعة والمتألمة من عام ٩٢ فقد كانت ساحة لمعارك قذرة اُحرقت فيه الجماجم الجنوبية عبثا طيلة الأعوام والسنين من أجل محاربة "القاعدة"،
وكنت ابحث دوما عن من يجيب على سؤالي
والذي اشاهد إجابته ترتفع امام اعيني كل يوم
لماذا الصراع دائما في الجنوب فقط ويبدأ بالقضية الجنوبية والدولة المختطفة ولماذا دائما يتم التحريض وإشعال الفتن بين ابنائه ولماذا دائما يتم الزج بهم فقط دون غيرهم ليكون الإرهابي منهم والقاتل منهم والمقتول ايضا منهم… واليوم تعود الأحداث نفسها كما في السابق ولكن الاختلاف بينها ان الذي يخسر هذه المرة المواطن الجنوبي بعد ان خسر وطنه ولم يجد من يعول عليه فقد تقاذفته الأجندة مرة اخرى لتلبسه ثوب المناطقية التي سحقت أجداده بحروب لم يكونو هم من افتعلها.

الم تشاهدو الكم الهائل من القرارات والتعيينات لحل مشكلة القظية فيما بينهم فقط وحكومة هادي تعرف من المعرقل.
ودعونا لا نتجاهل ان ساحة المعركة المفترضة لم تكن عدن ، بل صنعاء التي تأخر الجميع عنها عدت سنوات . وكان الحرص على "اختطاف" مؤسسات الدولة منها إلى عاصمة الجنوبيين المؤقتة وكأن هناك اعترافًا رسمي بعدم ا استعادة صنعاء حتى يحتلو عدن
وبالمقابل ينتقل من كانو أطراف الصراع في صنعاء الى عدن ويتم تقسيم الحصص بينهم ويبقى الجنوب والجنوبيين في قائمة التهميش
وكالعادة على ابناء الجنوب فقط دفع الثمن.

ايجب علينا أن نقاتل وحسب ، نقاتل بضراوة ، في ثلاثة محاور "عسكرية ، بينما الإعلام والاقتصاد يعمل ضدنا " ، لم يكن هناك وقت لشيء آخر كانت شبوة وحضرموت قريبة جدًا ، كل مرة أعدو إليهما أتعثر بصخور ابين لانني لم امهد طريقها ، وفجأة طار العسكر من حولي إلى الحديدة ، ما الذي يفعلونه هناك ؟ لستُ أدري حتى هذه اللحظة ما الذي تعنيه الحديدة في ميزان القوة العسكري سوى أنها جلبت على التحالف العربي سخط العالم بدماء جنوبية بينما شبوة لا ينظر اليها لانها جنوبية .

فلم يكن صدر الشرعية كبيرًا لاستيعاب الكثير من المنفيين من ابناء الضالع ويافع وأبين وشبوة وحضرموت وسائر مدن الجنوب التي همش أبنائها تماما القضية الجنوبية التي لم يحترمها خصومها من ابنائها و الشارع الجنوبي يعرفهم تماما ، فكيف سيحترمونها الآخرين ونحن لم نحترم بعضنا البعظ ولم نعرف الى هذه اللحظة ان الاحزاب ليست ركن من اركان الدين ولم نعرف ان تلكأ الشرعية اعطا خصومها في صنعاء الوقت الكافي لترتيب صفوفهم العسكرية وإيكال المهام بالتسلط على الجنوب فقط .
أولئك الذين قاتلوا زعيمهم وتركو لخصومهم حرية الاختيار بين ان يدعمهم الخصم ضد الجنوب مقابل التخلي عن صنعاء وكأن شيء لم يحدث . وفي الأخير نقول أيها المتحاورين نحن بحاجة الى وزارة مكافحة الفساد وجيش يقوم بالتنفيذ ماتمليه عليه هذه الوزارة اذا اردتم الاقتناع