نجيب غلاب يكتب:
"اتفاق الرياض" يوحد الجهود للتعجيل بإنهاء الانقلاب
عندما تتوافق القوى الوطنية المناهضة للحوثية لا يوجد خاسر ورابح، وإنما مسار ناضج ورصانة أخلاقية وصناعة تاريخ مجيد.
القيادات التاريخية تتنازل من أجل الشعب والتزام بالأهداف الكبرى، ولا تتأثر بالأصوات الغوغائية، وتنظر إلى المصالح الكلية الجامعة لا إلى مصالح طارئة وأنانية.
فهل تستوعب الحوثية الدرس وتفهم اتفاق الرياض ودور السعودية، أم أنها ستستمر كوظيفة ووكيل لإيران؟ هل ستفهم أن اليمن لن يحكم لا بالولاية ولا بالمليشيا وأن دولة اليمنيين قادمة حتما، ولن يقبل اليمن ولايتهم اللصوصية ولا استعمارهم المتوحش العنصري؟ وإن لم يفهموا، ولن يفهموا، فمعركتنا مصيرية.
في الواقع لم يعد أمام (الحوثية) إلا القبول بالحل السياسي وفق المرجعيات وإنهاء تمردها والملشنة.
بعد اتفاق الرياض ستتغير أمور كثيرة إما أن ترضخ الحوثية لإرادة اليمنيين في استعادة عاصمتهم ودولة أحرار بلا ولاية ولا أم الجن أو أنها حرب شاملة.
الحوثية خياراتها أن تستمر كعصابة لصوص، وهذا الأمر مستحيل.
فاتفاق الرياض نقلة نوعية في مسار التحرير الوطني، وبداية لجمع الكلمة ووحدة الصف وإصلاحات لتمكين الدولة من القيام بمهامها.
هذا الاتفاق سيفتح الأبواب للتواصل والاتصال بين القوى المناهضة لسطو الحوثية ومخططات إيران التخريبية الإرهابية.. إنه اتفاق يفتح آفاقا جديدة لترتيب أوراق المعركة وتصحيح مسارها.
أما الذين يقولون وحدوا الصفوف وضد اتفاق الرياض، فلا تصدقوهم.
ومن يقل ذلك إما حزبي مخرب وحزبه ربه، أو دجال باحث عن ربح وتصفية الباقي، أو انتهازي لص فاسد، أو شغال لصالح أجندات خارجية.
أما الطابور الخامس، أيا كان شكله أو نوعه، فحتما سيشكك بالاتفاق، وأحسنهم يسعى إلى تخريبه عبر تقنية التحريش والإهانة.
على الجميع أن يدرك أن اتفاق الرياض يقود الى تكتيل القوة الأمنية والعسكرية لإسقاط سلطة السطو الحوثية، ويلملم الصفوف، ويعزز دور الدولة، ويخفف من حدة التناقضات،
ويسهم في تطبيع الأوضاع، والتركيز على التنمية، ومعيشة الناس، ويبني مسارًا للمراقبة والمحاسبة وتصحيح الأخطاء، ومن يرفضه يريدها حربا بين الأخوة ورفقاء السلاح.
أما الذين يقولون إن من تمرد من الانتقالي فيحب أن يكون مكانه السجون، وأن اتفاق الرياض يجاملهم، فنذكرهم أنه لو تعامل صالح معكم في 2011م بنفس المنطق أنكم في المعتقلات.
ونقول لهم أيضاً: لو تم التعامل مع الحوثي كذلك ما وصلنا إلى هذا الوضع، وتبحثون معه عن حل سياسي وهناك منكم من يريده حليفا، أما الانتقالي فرفيق سلاح وأصبح منا.