علوي بن سميط يكتب:
التوقيع ولعبة المتغير والثابت
اتفقا بالتوقيع لتبدأ، في رأيي، لعبة التعقيد بشأن التنفيذ، سيما في العمليات الإجرائية، وعلى الرغم من أنها مزمنة ومحددة عسكرياً وأمنياً، وقبلها التشكيل الحكومي بالمناصفة ما بين الشمال والجنوب، والأخير قد يكون مظلوماً إلى حدٍما إذ أن كل (الجنوبيين) سوف توزع عليهم الحقائب الوزارية، أكانوا (شرعيين) أو (انتقاليين)، من الناحية العددية يشتركان في النصيب، فيما الشماليون يتقاسمون الحقائب خالصة حتى وأن كانت محاصصة بين أحزاب الشرعية (أحزاب المشترك)، وهنا سوف تبدأ أول عقدة لن تنفك إلا بتنازلات من الطرفين، وهنا تبدو أول خطوة في تمهيد الطريق أمام إجراءات تنفيذ الشق العسكري والأمني.
ويرى الكثير من المراقبين أن الفترة الزمنية، من حيث التنفيذ، قد تتأخر مثلما تأخر التوقيع على الاتفاق ذاته، وهي حالة مكرسة في الذهنية اليمنية، تراكمت طيلة سنوات، وهو هاجس تجارب اتفاقات سابقة ومشابهة آلت إلى الفشل والتعثر في حدها الأدنى، إن لم تتصاعد إلى حالة عنف، إلا إن ما يعوّل عليه هذه المرة حالة الضمان في تنفيذ الإجراءات لهذا الاتفاق هو قوة التحالف متمثلة بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة باعتبارهما من صاغا الوثيقة ووصلا بها إلى حد التوقيع، وما يتمناه المرء رؤيته للضغط ومزيد من الضغط في مرحلة التنفيذ على الأطراف والمكونات والأحزاب القريبة أو المناصرة لكلا الفريقين.
ثمة أمر آخر ينظر إليه عامة الناس، شمالاً وجنوباً، وتحديداً الساسة منهم، فالكل يدعي أنه منتصر من وجهة نظره، إلا أن في السياسة دائماً لعبة المناورة، فالأطراف الموقعة بالتأكيد وقعت تقديراً لرعاية الاتفاق إلا أنهما يجيدان، أي الشرعية والانتقالي، التلاعب بقاعدة سياسية وهي (الثابت والمتغير)، فالشرعية بمفهومها إنها أوقعت الجنوبيين وصرفت نظرهم وتفكيرهم من استعادة دولتهم وأنهم بهذا التوقيع لعبوا لعبة المتغير لتحقيق ثوابتهم استعادة دولة الوحدة اليمنية في شكلها الجديد (اليمن الاتحادي)، إلا أن هذا الأمر في القريب المنظور أشبه بالمثالية فيما الانتقالي الجنوبي استطاع أن يتلاعب سياسياً بالمتغير وصولاً إلى الثابت، أي الهدف باستعادة الدولة الجنوبية وتحقيق المصير وهو هدف يلتقي فيه وبه مع المكونات الجنوبية الأخرى التي تسعى لتلك الغاية.
وعموماً فأن الغايات والأهداف المتمثلة بالثوابت تتحقق بالمتغير السياسي، فالسياسة فن الممكن إلا أنها فن التلاعب والخدعة، وهو ما يأمله المنتمون للأغلبية الصامتة أن يكون الملعب وفقاً واللعبة السياسية، بعيداً عن ملعب الأرض الجنوبية المحررة، وإن كان لا بد من ذلك العنف والصدام فنحن بحاجة إلى دولة جنوبية فيدرالية، وعلى الإخوة الشماليين اختيار شكل الدولة الذي يتمنون إليها، وبالتأكيد بعد تحررهم.
ويرى الكثير من المراقبين أن الفترة الزمنية، من حيث التنفيذ، قد تتأخر مثلما تأخر التوقيع على الاتفاق ذاته، وهي حالة مكرسة في الذهنية اليمنية، تراكمت طيلة سنوات، وهو هاجس تجارب اتفاقات سابقة ومشابهة آلت إلى الفشل والتعثر في حدها الأدنى، إن لم تتصاعد إلى حالة عنف، إلا إن ما يعوّل عليه هذه المرة حالة الضمان في تنفيذ الإجراءات لهذا الاتفاق هو قوة التحالف متمثلة بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة باعتبارهما من صاغا الوثيقة ووصلا بها إلى حد التوقيع، وما يتمناه المرء رؤيته للضغط ومزيد من الضغط في مرحلة التنفيذ على الأطراف والمكونات والأحزاب القريبة أو المناصرة لكلا الفريقين.
ثمة أمر آخر ينظر إليه عامة الناس، شمالاً وجنوباً، وتحديداً الساسة منهم، فالكل يدعي أنه منتصر من وجهة نظره، إلا أن في السياسة دائماً لعبة المناورة، فالأطراف الموقعة بالتأكيد وقعت تقديراً لرعاية الاتفاق إلا أنهما يجيدان، أي الشرعية والانتقالي، التلاعب بقاعدة سياسية وهي (الثابت والمتغير)، فالشرعية بمفهومها إنها أوقعت الجنوبيين وصرفت نظرهم وتفكيرهم من استعادة دولتهم وأنهم بهذا التوقيع لعبوا لعبة المتغير لتحقيق ثوابتهم استعادة دولة الوحدة اليمنية في شكلها الجديد (اليمن الاتحادي)، إلا أن هذا الأمر في القريب المنظور أشبه بالمثالية فيما الانتقالي الجنوبي استطاع أن يتلاعب سياسياً بالمتغير وصولاً إلى الثابت، أي الهدف باستعادة الدولة الجنوبية وتحقيق المصير وهو هدف يلتقي فيه وبه مع المكونات الجنوبية الأخرى التي تسعى لتلك الغاية.
وعموماً فأن الغايات والأهداف المتمثلة بالثوابت تتحقق بالمتغير السياسي، فالسياسة فن الممكن إلا أنها فن التلاعب والخدعة، وهو ما يأمله المنتمون للأغلبية الصامتة أن يكون الملعب وفقاً واللعبة السياسية، بعيداً عن ملعب الأرض الجنوبية المحررة، وإن كان لا بد من ذلك العنف والصدام فنحن بحاجة إلى دولة جنوبية فيدرالية، وعلى الإخوة الشماليين اختيار شكل الدولة الذي يتمنون إليها، وبالتأكيد بعد تحررهم.