نجيب غلاب يكتب:

انتصار الشرعية مرهون بتحررها من الإخوانية

إذا تحررت الشرعية من الذهنية الإخوانية فأبشروا بالنصر، ‏فالحوثية طارئ إجرامي غير قابل للحياة في بلادي.

‏‏ونأمل أن يفهم عيال قطر أن اليمن ليس حساباتهم الساذجة، ‏الوطن أغلى من خزعبلاتهم وتنظيراتهم البليدة.

‏اليمن مع الاخونج سذاجة، ومع الحوثية مقابر إرهابية، من حقد عنصري مهووس بالأوهام الفارسية.

أما الباحث عن سلام مع ولاية اللصوص الكهنوتيين فهو كمؤمن باحث عن حق في سراب صحراء بلا أفق.

و‏عندما تتحول العرقية إلى إله تنفى الحرية والألوهية والمساواة والعدالة والاخوة.

‏في كافة المذاهب العرقية المآل إرهاب وظلم وغطرسة وعجرفة، معقدين وتنمو جريمة لخدمة الفرعون اللص وعصابته الإجرامية.

و‏الحوثية عينة أوضح ما تكون للعرقية النابذة لكل قيمة سوية قبلها العقل باسمه أو باسم الله.

الحوثية جعلت الولاية عقيدة اللصوص وتبريرا للجريمة وللسطو والقتل وتدمير وطن ودولة.

الحوثية بتركيبتها الأهم هي تركيبة معقدة ذات ثلاثة أبعاد ممتزجة بالتناقضات، فهي بنية لطموح الكهنوتية التي أسست لها الهادوية، وفي الوقت نفسه جزء من إفرازات الصراع في تركيبة الجمهورية التي أنهت مشروع الهادوية الإمامية.

وفي خضم الطموح والتوظيف من قوى متعددة لإدارة تناقضات الجمهورية، تعمل كأداة وظيفية مرتبطة بالمشروع الخميني، وتعكس كافة تفاصيل الوكلاء التابعين لها، وتعمل وكيلا محليا لوكيل محلي آخر للخمينية في لبنان.

هذه التركيبة جعلتها حركة سطو وهدم وموقد لانتاج الحروب، وأنتجت تنظيما مافويا بتركيبة عقدية وسياسية واجتماعية يدير مشاريع متعارضة جذريا مع الوطنية اليمنية وطموحاتها، ولا تنتج غير افعال مقامرة ذات نزعة انتحارية كلص متوحش، تم تأهيله على توظيف ما يمكنه عبر الصرامة وممارسة الدجل وقدرة على توظيف مقاتلين اغبياء للقيام بالمهمات القذرة باعتبارها انتصارا للحق.

ويتم إقناع المنظومة المافوية عبر استغلال بيئتها وطبيعة طموحها المكبوت انها تقوم بمهام عظيمة من أجل غايات كبرى، وعادة ما يعتقد اللصوص وهم يقومون بالمهام المركبة لهم انهم يقومون بعمل مهم من اجل هدف نبيل.

الحوثية في تحولاتها انتهت باعتبارها وكيلا ايرانيا واداة وظيفية للوكيل الخميني في لبنان، ومجالا يمكن توظيفه في لعبة الصراعات الجيواستراتيجيّة التي تحكم تناقضات المنظومة الدولية.

ولدى الحوثية الاستعداد التام للعب الأدوار الموكلة اليها، فالوطنية لديها لا تراها إلا من خلال عقائدها التاريخية التي تحتقر اليمني، وتعتقد ان إذلاله الطريق الوحيد لاستعباده، وتدمير حياته ومستقبلية الطريق الذي سيمكنها من إخضاعه وإجباره على طاعتها وغصبا وقهرا بالصميل الأخضر.

تعتقد الحوثية اعتقادا يقينيا أن اليمني لديه عزة نفس وشرف وكرامة ولا بد من استغلالها وتوظيفها ولكنها تريدها قوة موظفة من اجل ولاية اسياده، وان تحرك خارج هذا الهدف فانها تخونه وتكفره وتلحق به كل غيبي ومذمة وتعتبره ديوثا بلا شرف ولا عزة ولا كرامة.

تتلاعب الحوثية بالصراعات الداخلية والتناقضات اليمنية، وتشتغل عليها وتعمل داخلها بعدة اقنعة، ولديها يقين تام ان اليمانية مجال بالامكان التلاعب به ومخادعته، وان منافقته مهم ليكون باخلاص عبد، وبدون ذلك فإن اهانته لا بد ان تكون عقيدة تعبدية وحتى قتله ان لم يسمعها كاوجب واجبات الوصول إلى تحقيق الولاية.

في الجانب الآخر من شخصية التنظيم الحوثي يحتاج إلى حلفاء محليين.

لذا يصبح الحوثي العقائدي باطنيا محترفا بإمكانه أن يصبح ملحدا إخوانيا او يساريا قوميا وحتى قبليا او مناطقيا، وقد يلبس جِلْبابا سلفيا وقد يصبح علمانيا انسانيا او أصوليا كهنوتيا حتى العظم، يؤمن بالشيء ونقيضه في الوقت نفسه وفي كل تحولاته يعمل كجندي مخلص للولاية وينتظر اللحظة المناسبة ليعلن عن نفسه وعبر عمليات تبريرية للحفاظ على تحالفاته في المجالات التي تحرك فيها، وتوظيفها لصالح مشروعه الأصلي وفي كل حالاته وتحولاته يقنع من كان معهم انه يعمل من اجلهم، وان انتقاله إلى مجال الولاية هدفه حماية من كان معهم ولتقويم متطرفي الولاية المتخلفين.

وفي خضم متغيرات السياسة وقوة تأثير الإقليم والمنظومة الدولية يشتغل التنظيم باقنعة متناقضة ضد امريكا ومستعد ان يعمل من اجلها ومع الروس شرط ان تخدم مشاريع ايران ويعادي السعودية باعتبارها الشيطان ذاته، لكنه قد يقول لها ان بالامكان ان يكون موظفا لتأمينها من شرور اليمنيين ان تركته وشأنه لحكم اليمن.. ويصبح معسكرا ايرانيا خالصا ثم يقول انه من اجل اليمن ولا علاقة لايران بما يجري في اليمن.

خلاصة الحوثية بكل تعقيداتها وتركيبتها انها اصبحت واقعا كتلة مافوية لصوصية ومعسكرا إيرانيا يديره حزب الله، وهذه الخلاصة تتضح يوميا للعميان، وهذه النهاية طبيعية، فالملازم التي أنتجها حزب الله عبر حسين الحوثي وتحكم مخابراته وشبكات ايران الرسمية وغير الرسمية جميعها لعبت دورا اكثر محورية من الآخرين في تخليق الحوثية.

لذا فهي في كل تحركاتها مهما كانت تنتهي كوظيفة خمينية وما سهل ذلك ان الولاية والفارسية هي المنبت واللحمة ليس بمظهرها الكهنوتي الحاضر، بل الماضي والذي مكن الخمينية من بعثها كاحتمال وانما كوظيفة قذرة لخدمة اسيادها الكهنوتيين في قم وطهران، وقد جعلوها جريمة منظمة قابلة لتنفيذ المهام حتى لو أدى الامر إلى الدخول في معارك انتحارية تحرقهم.

أما اليمن فلا يبالون ما يحل به، فها هم يشعلونه بالفتن والحروب ويسوقونه إلى هاوية الدم والجوع والفقر والتجهيل والخرافة عبر منهج يتبعونه ويعتبرون ذلك في جلساتهم المغلقة عقيدة وتعبداً!!